قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، صباح اليوم الجمعة 16 مايو 2025، إن المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس لم تحقق أي تقدم حقيقي حتى اللحظة، رغم استمرار المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة.
وأكدت الصحيفة أن الوفد الإسرائيلي لا يزال في الدوحة صباح اليوم، وأنه لم يُتخذ بعد قرار نهائي بشأن عودته إلى تل أبيب، ما يشير إلى استمرار المحادثات، وإن كانت بطيئة وبدون اختراقات جوهرية.
وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل لا تزال متمسكة بالخطة الأصلية التي وضعها رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي والمبعوث الخاص للمفاوضات يتسحاق ويتكوف، والتي تنص على عدم إنهاء الحرب إلا بعد استعادة كافة المختطفين واستسلام حركة حماس. إلا أن ويتكوف، بحسب المصدر ذاته، بدأ بدراسة مقترحات بديلة قد تتضمن إطلاق سراح الأسرى على دفعات، كآلية لتحفيز الأطراف على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأكدت "يديعوت" أن الحكومة الإسرائيلية تقف أمام مفترق طرق حاسم، يتمثل في خيارين: إما توسيع العمليات العسكرية والدخول في مرحلة جديدة من الحرب، أو السير باتجاه صفقة تبادل قد تؤدي إلى تهدئة مؤقتة أو دائمة. وأشارت إلى أن الساعات القليلة القادمة ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه الذي ستتخذه الحكومة الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أن المحادثات في قطر تشهد حاليًا طريقًا مسدودًا، وذلك بسبب رفض حركة حماس للمخطط الإسرائيلي الأصلي، والذي يهدف إلى الإفراج عن نصف المختطفين الأحياء في المرحلة الأولى من الاتفاق، ثم استئناف المفاوضات لاحقًا بشأن باقي المختطفين.
في المقابل، تُصر حماس على أن يتضمن أي اتفاق التزامًا إسرائيليًا واضحًا بوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب بشكل نهائي، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن.
وفي سياق متصل، ذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي صعّد في الأيام الأخيرة من هجماته الجوية على قطاع غزة، مشيرة إلى أن ذلك يُعد تمهيدًا محتملًا لعملية برية جديدة واسعة النطاق، أطلق عليها اسم "عربات جدعون"، وهي عملية تم إعدادها مسبقًا وتمت الموافقة عليها من قبل القيادة السياسية والعسكرية.
وأفادت مصادر عسكرية للصحيفة أن هذه الضربات الجوية المكثفة تهدف إلى إضعاف قدرات حركة حماس العسكرية، وتهيئة الظروف لاقتحام بري جديد، في حال تم اتخاذ قرار ببدء المرحلة التالية من الحرب.