في خطوة جديدة قد تفتح نافذة أمل أمام سكان قطاع غزة الذين يرزحون تحت القصف والحصار منذ أشهر، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الأحد عن استعدادها الفوري للدخول في جولة مفاوضات غير مباشرة مع الأطراف الوسيطة بهدف الوصول إلى اتفاق حول نقاط الخلاف بشأن مقترح وقف إطلاق النار.
وفي بيان رسمي اطلعت عليه وكالة صفا، رحّبت حركة حماس بـ استمرار الجهود القطرية والمصرية المبذولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، مؤكدة أن هذه المساعي تصبّ في مصلحة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من حرب طاحنة فرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأكدت الحركة في بيانها أنها مستعدة للشروع الفوري في جولة مفاوضات غير مباشرة، هدفها الأساسي التوصل إلى اتفاق ينهي المأساة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. وشددت حماس على أن أي اتفاق يجب أن يضمن إغاثة الشعب الفلسطيني، ووقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من أراضي قطاع غزة.
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تكثّف الوساطات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها الدوحة والقاهرة، جهودها لإقناع الأطراف بوقف إطلاق النار، بعد أن وصلت الأزمة الإنسانية في غزة إلى مستوى الكارثة. وقد أسفرت الحرب المستمرة حتى الآن عن استشهاد أكثر من 54,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 124,000 آخرين، فضلًا عن تدمير واسع للبنية التحتية ومرافق الإغاثة.
على الرغم من المبادرات المتتالية، يرى مراقبون أن الوصول إلى اتفاق دائم يواجه تحديات معقدة، خاصة في ظل تمسك الاحتلال الإسرائيلي بشروط يعتبرها الفلسطينيون مجحفة، وأبرزها ما يتعلق بمستقبل سلاح المقاومة وإعادة الإعمار. ومع ذلك، فإن إعلان حماس الأخير يُعتبر رسالة إيجابية إلى المجتمع الدولي، مفادها أن الحركة منفتحة على الحلول الدبلوماسية شرط أن تُلبّي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.
دعت حماس في بيانها المجتمع الدولي وكل الأطراف المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه ما يحدث في غزة، والضغط على الاحتلال لوقف عملياته العسكرية ورفع الحصار، بما يتيح البدء في جهود إغاثة عاجلة للسكان المدنيين، وإعادة إعمار ما دمّرته الحرب.