📁 آخر الأخبار

المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل والشركة الأمريكية يستخدمان المساعدات أداة للإبادة الجماعية في غزة

 


في تقرير صادم يكشف جانبًا جديدًا من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومسلحي الشركة الأمريكية المكلفة بتوزيع المساعدات الإنسانية ارتكبوا مجزرة مروّعة بحق آلاف الفلسطينيين المجوّعين، الذين احتشدوا فجر الأحد على أمل الحصول على بعض المواد الغذائية في مدينة رفح ومنطقة نتساريم جنوب القطاع.

وبحسب بيان رسمي صدر عن المرصد، وثّق فريقه الميداني إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي من مسيّرات كواد كوبتر، إلى جانب قذائف الدبابات، في وقت أطلقت فيه عناصر الشركة الأمريكية قنابل الغاز تجاه الجموع الفلسطينية. وأكد التقرير أن الفلسطينيين وُجّهوا إلى طريق يُفترض أنه آمن، قبل أن يتم استهدافهم بشكل متعمد، في ما وصفه المرصد بأنها المجزرة الأكبر بحق المجوّعين منذ بدء الحرب الأخيرة.

أسفرت هذه المجزرة، وفق المرصد، عن استشهاد نحو 31 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، الذين كانوا قد تجمّعوا منذ ساعات الفجر الأولى للحصول على حصص غذائية في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض على القطاع منذ شهور.

شدّد المرصد الأورومتوسطي على أن استمرار إسرائيل في اتباع هذه الآلية الخطيرة لتوزيع المساعدات، من دون أي حماية أو تنسيق إنساني حقيقي، يؤكد أنها تستخدم الإغاثة كأداة إضافية ضمن منظومة الإبادة الجماعية التي تمارسها ضد المدنيين الفلسطينيين. وأضاف المرصد أن غياب أي جدول زمني واضح لتسليم المساعدات، أو إخطار مسبق للسكان، يدفع بالمواطنين للانتظار في الطوابير منذ الفجر، ليُفاجَؤوا في كثير من الأحيان بإلغاء التسليم أو بعمليات إطلاق نار مباشرة.

منذ فبراير 2024، تحوّلت نقاط توزيع الإغاثة في قطاع غزة إلى مصائد موت جماعي، حيث تتكرّر المجازر بحق الأهالي بشكل مأساوي، وسط غياب أي آليات حماية حقيقية وبصمتٍ مخجل من المجتمع الدولي. وخلال هذه الفترة، استشهد المئات وأُصيب الآلاف خلال محاولاتهم البائسة للحصول على مساعدات غذائية، في مشاهد وصفها المرصد بأنها مأساة إنسانية بحجم كارثة عالمية.

طالب المرصد الأورومتوسطي بفتح تحقيقات دولية عاجلة في هذه الجرائم المستمرة، داعيًا إلى فرض آليات مراقبة صارمة على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وضمان عدم استخدامها كسلاح ضد المدنيين. كما دعا الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري من أجل وقف هذه الانتهاكات، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، بما يتيح دخول مساعدات إنسانية آمنة ومنظمة تحت إشراف مؤسسات أممية حيادية.

تعليقات