كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن ما يقارب 660 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة لم يعودوا يتلقون أي شكل من أشكال التعليم المدرسي، نتيجة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ أكثر من سبعة أشهر.
وقالت الوكالة، في بيان صحفي صدر اليوم الخميس، إن أنشطة التعليم المؤقت التي كانت قائمة في بعض مناطق قطاع غزة، قد توقفت بشكل شبه كامل بفعل التصعيد العسكري الإسرائيلي المتجدد، مؤكدة أن الهجمات الأخيرة فاقمت من تعقيد الواقع التربوي والإنساني في القطاع المحاصر.
وأوضحت "أونروا" أن أوامر التهجير الإسرائيلية الأخيرة في شمال ووسط غزة، دفعت عشرات الآلاف من العائلات إلى النزوح مرة أخرى، ما جعل من الصعب على الأطفال الوصول إلى أي خدمات تعليمية، أو حتى تلقي الدعم النفسي والاجتماعي الضروري في مثل هذه الظروف الصعبة.
وأكدت الوكالة أن معظم منشآتها التعليمية، والتي كانت تُستخدم كمراكز إيواء للنازحين، تضررت أو دُمّرت بفعل القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في البنية التحتية التعليمية في القطاع.
ويأتي هذا التدهور في ظل تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث شنّ جيش الاحتلال هجمات جوية مكثفة منذ فجر 18 مارس/آذار 2025، مستهدفًا مختلف مناطق القطاع. وأسفرت الغارات عن استشهاد أكثر من 2,326 فلسطينيًا وإصابة نحو 6,050 آخرين، في انتكاسة للاتفاق المؤقت لوقف إطلاق النار الذي دام قرابة شهرين بوساطة أمريكية، مصرية، وقطرية.
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم عسكري وسياسي من الولايات المتحدة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 38 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 131 ألفًا آخرين، وفق تقديرات فلسطينية وأممية، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود تحت الأنقاض.
وحذّرت "أونروا" من أن استمرار حرمان الأطفال من التعليم يهدد مستقبل جيلٍ كامل في غزة، مؤكدة أن التعليم حق أساسي غير قابل للتأجيل، وأن إعادة تأهيل النظام التعليمي سيكون تحديًا كبيرًا يستلزم تدخلًا دوليًا عاجلًا، في ظل انهيار المنظومة التعليمية بالكامل.