![]() |
في الوقت الذي تحتفي فيه دول العالم بيوم البيئة العالمي، يعيش الفلسطينيون، وفي مقدمتهم سكان قطاع غزة، واحدة من أسوأ الكوارث البيئية المعاصرة، في ظل حرب إسرائيلية لا تفرق بين البشر والطبيعة، وتستهدف بشكل ممنهج تدمير عناصر البيئة بكل مكوناتها.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحوّلت غزة إلى مختبرٍ حيٍّ للتجريب على التدمير البيئي الجماعي، حيث تم تمزيق شبكات المياه والصرف الصحي، وتسميم التربة والهواء، وتحويل المناطق الساحلية إلى مقابر للتنوع الحيوي.
تستخدم إسرائيل في عدوانها أسلحة محرمة دولياً، مثل القنابل الفسفورية والحارقة، ما أدى إلى تلوث خطير في التربة والهواء والمياه، وتحويل المناطق الزراعية إلى أرض غير صالحة للحياة. ولا يقتصر الضرر على الحاضر، بل يمتد لعقود قادمة، مهدداً الأجيال المقبلة في غزة والشرق المتوسط.
أمن مائي منهار:
شلل كامل في خدمات الصرف الصحي:
-
تدمير 85% من البنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
-
توقف كامل لـ6 محطات رئيسية لمعالجة المياه.
-
تسرب آلاف الأمتار المكعبة من المياه العادمة إلى البيئة.
-
أكثر من 78% من السكان معرضون لمخاطر صحية مباشرة.
- أسعار مياه الصهاريج ارتفعت بأكثر من 400% خلال عام.
قطاع غزة يغرق بالنفايات:
-
500 ألف طن نفايات صلبة مكدسة دون مكبات رسمية.
-
50 مليون طن ركام ناتج عن تدمير 173 ألف مبنى.
-
آلاف الأطنان من النفايات الطبية والخطرة والمتفجرات منتشرة في الهواء والتربة.
-
تلوث غير مسبوق أدى لانتشار أمراض تنفسية وجلدية.
القطاع الزراعي لم يكن بمنأى عن العدوان، فقد دُمرت 81% من الأراضي الزراعية في غزة، نتيجة القصف والتجريف والحرق المتعمد. تضررت محافظات شمال غزة وغزة ودير البلح بنسبة تدمير تجاوزت 80%، ما أدى إلى شلل في الإنتاج الزراعي، وتهديد مباشر للأمن الغذائي لسكان القطاع.
قطاع الصناعات البلاستيكية في فلسطين أيضًا يشكل تحديًا بيئيًا، في ظل غياب أنظمة فعالة لإعادة التدوير. تبلغ قيمة الإنتاج السنوي لهذا القطاع حوالي 84 مليون دولار، وتنتج عنه كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية التي غالبًا ما تُحرق بطرق عشوائية، ما يؤدي إلى إطلاق غازات سامة وخطيرة تهدد صحة السكان، خاصة الأطفال.
في ظل هذا المشهد البيئي الكارثي، تتزايد المطالبات الفلسطينية بضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه البيئية، وفتح تحقيقات دولية للوقوف على حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان والبيئة في الأراضي الفلسطينية. فالعدوان لم يدمر الحاضر فقط، بل يهدد مستقبل الأجيال القادمة، ويحوّل البيئة الفلسطينية إلى ساحة حرب صامتة، لكنها فتاكة.