 |
القاهرة وواشنطن |
كشفت مصادر دبلوماسية مصرية لصحيفة الأخبار اللبنانية أن المكالمة الهاتفية الأخيرة بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، شهدت توترًا ملحوظًا، في ظل تزايد القلق المصري من تداعيات الحرب المستمرة في قطاع غزة.
ووفق المصادر، عبّر عبد العاطي بشكل مباشر عن انزعاج القاهرة المتزايد من اتساع رقعة العمليات العسكرية الإسرائيلية، لا سيما في مدينة خان يونس، محذرًا من أن الاستمرار في هذا النهج قد يؤدي إلى تغيير ديموغرافي ممنهج في جنوب القطاع، ويدفع تدريجيًا بعشرات الآلاف من الفلسطينيين نحو الحدود المصرية، في مشهد يُنذر بتهديد مباشر للأمن القومي المصري.
أضافت المصادر أن الجانب المصري بات ينظر إلى تطورات الحرب على غزة على أنها مقدمة لـ حرب استنزاف طويلة الأمد، تُنذر بانفجار إنساني وأمني كبير في المنطقة، مشيرة إلى أن القاهرة باتت ترى نفسها في قلب دائرة الخطر المباشر نتيجة التهجير القسري المتسارع باتجاه الجنوب.
ولم تُخفِ القاهرة، بحسب المصادر ذاتها، امتعاضها من أداء الإدارة الأميركية في هذا الملف، حيث لم تتردد خلال الاتصال في تحميل واشنطن جزءًا من المسؤولية عن تعثّر المفاوضات. وانتقد الوزير عبد العاطي بشكل واضح الطريقة التي تدير بها الولايات المتحدة المباحثات مع كل من إسرائيل وحركة "حماس"، مشيرًا إلى أن المماطلة والتراخي السياسي يغذيان السيناريو الأخطر: استمرار الحرب دون أفق واضح للحل، وتفاقم الكارثة الإنسانية والسياسية على حدود مصر.
وأشارت التقارير إلى أن اللهجة المصرية حملت تحذيرات ضمنية من أن مصر لن تبقى صامتة أمام أي محاولة لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في غزة بما ينعكس على حدودها الشمالية الشرقية. واعتبر مسؤولون مصريون أن بعض التحركات الإسرائيلية الأخيرة قد تُفسر كنوع من الهندسة السكانية بالقوة، وهو ما تعتبره القاهرة خطًا أحمر غير قابل للتفاوض.
يأتي هذا التصعيد في اللهجة المصرية في وقت تشهد فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس جمودًا متزايدًا، رغم الوساطات النشطة من جانب مصر وقطر والولايات المتحدة. وقد عبرت عدة أطراف دبلوماسية في الأيام الأخيرة عن استياء واضح من غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار، رغم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.