استشهد عدد من الفلسطينيين وأُصيب عشرات آخرون صباح اليوم الأحد، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بينما حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من تفاقم سوء التغذية الحاد في صفوف الأطفال، والذي يزيد من احتمالات وفاتهم لأسباب يمكن علاجها.
وذكر أن 5 فلسطينيين استشهدوا وأُصيب آخرون أثناء انتظارهم استلام مساعدات غذائية في أماكن متعددة من القطاع. وأكدت مصادر طبية في مستشفى ناصر استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة أكثر من 50 آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء تواجدهم قرب نقطة توزيع مساعدات غربي مدينة رفح.
وفي تطور مشابه، استشهد 3 فلسطينيين آخرين من المنتظرين للحصول على الغذاء قرب محور نتساريم، وسط قطاع غزة، نتيجة استهداف مباشر من قوات الاحتلال.
كما أفادت مصادر من مستشفى الشفاء باستشهاد 7 فلسطينيين آخرين في منطقتي التوام وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، نتيجة استهداف الاحتلال لمناطق تمركز المدنيين الباحثين عن الطعام والماء.
وفي جنوب القطاع، تحديدًا في مدينة خان يونس، سُجّلت إصابات جديدة في صفوف المواطنين جرّاء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم أثناء اصطفافهم في طوابير الانتظار للحصول على المساعدات.
مجازر متكررة عند نقاط المساعدات
بحسب إحصاءات المؤسسات الحقوقية والطبية، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولاتهم الوصول إلى مساعدات غذائية منذ مايو/أيار الماضي إلى أكثر من 100 شهيد، إضافة إلى عشرات المصابين، ما يعكس حجم الخطر المتعمد الذي يتعرض له المدنيون حتى في أكثر المواقف إنسانية.
وتُتهم إسرائيل باستخدام نقاط توزيع المساعدات كساحة لإيقاع المزيد من الضحايا، ما دفع منظمات إنسانية لوصف هذه الآلية بأنها تحولت إلى "مصائد موت جماعي".
اليونيسف: أطفال غزة يموتون من الجوع
وفي سياق متصل، أطلق المتحدث باسم منظمة اليونيسف، جيمس إلدر، تحذيرات شديدة اللهجة بشأن الوضع الإنساني للأطفال في قطاع غزة. وقال إن العائلات تعجز عن توفير وجبة واحدة فقط في اليوم لأطفالها، في ظل الحصار الخانق والهجمات المستمرة.
ووصف إلدر الوضع في غزة بأنه "قاتم ومروّع ومحطّم للآمال"، مشيرًا إلى أن سوء التغذية الحاد يرفع احتمالات وفاة الطفل نتيجة أمراض أو مضاعفات بسيطة بـعشرة أضعاف مقارنة بالأطفال الأصحاء.
وأكد أن تقدير عدد الأطفال الذين يموتون بسبب الجوع بات شبه مستحيل في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الصحية والرقابية، محذراً من أن الأطفال لا يموتون فقط من المجاعة، بل من الحرمان من العلاج والرعاية الأساسية.
وانتقد إلدر بشدة النظام الجديد لتوزيع المساعدات الذي يتم فرضه في جنوب القطاع من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا النظام لم يساهم سوى في زيادة الفوضى وتعريض المدنيين للموت.
ومنذ مطلع مارس/آذار الماضي، تفرض إسرائيل قيوداً صارمة على دخول المساعدات، حيث تسمح فقط بدخول عدد محدود من الشاحنات عبر معبر كرم أبو سالم، رغم حاجة القطاع إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل ارتكاب ما تصفه منظمات حقوقية دولية بـالإبادة الجماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، وسط تجاهل فاضح للنداءات الأممية، وحتى لأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف فوري للعدوان.
ووفقًا للإحصاءات الميدانية، تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين حاجز 183,000 بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 11,000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، إلى جانب مئات الآلاف من النازحين الذين يعيشون ظروفًا مأساوية، ومجاعة تتفاقم يومًا بعد يوم.