كشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لموقع واللا الإخباري الإسرائيلي أن نائب الرئيس الأميركي جي. دي. فانس قرر إلغاء زيارة كانت مقررة إلى إسرائيل الثلاثاء المقبل، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها رسالة سياسية واضحة بعدم تأييد واشنطن لسياسة الاحتلال التصعيدية في قطاع غزة.
ووفق المصدر، فإن فانس عدل عن زيارة إسرائيل بسبب حجم الدمار الذي خلفته عمليات الاحتلال الإسرائيلي في غزة، ورغبة منه في تجنّب تفسير الزيارة على أنها دعم أميركي مباشر للعملية العسكرية الواسعة الجارية على الأرض.
تبريرات لوجستية تخفي دوافع سياسية
وبرغم إعلان نائب الرئيس رسميًا أن أسبابًا "لوجستية" حالت دون الزيارة، إلا أن مسؤولًا أميركيًا مطّلعًا على تفاصيل القرار أكد للموقع أن هذه الأسباب ليست حقيقية، بل تم استخدامها كغطاء دبلوماسي لتجنب صدام مباشر مع تل أبيب.
وذكر المسؤول أن زيارة فانس إلى إسرائيل، عقب مشاركته في حفل تنصيب البابا بروما، أُلغيت بعد مناقشات داخلية مع فريقه، إثر تحذيرات من أن زيارته في هذا التوقيت قد تُفسر كـ"موافقة ضمنية" من واشنطن على توسيع عملية الاحتلال في غزة.
عملية "عربات جدعون".. احتلال شامل وتهجير جماعي
تزامن قرار فانس مع إعلان جيش الاحتلال بدء الدفع بقوات إضافية إلى غزة، ضمن ما تُسمى عملية "عربات جدعون"، وهي خطة عسكرية تهدف إلى احتلال كامل للقطاع، وتهجير مليوني فلسطيني إلى ما تسميه إسرائيل "منطقة إنسانية"، مع تدمير واسع للبنية التحتية والمباني السكنية.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، انطلقت العملية البرية يوم الأحد في عدة مناطق من قطاع غزة، بمشاركة خمس فرق قتالية.
ضغوط أميركية وأوروبية لوقف الحرب
تسعى إدارة ترامب إلى وقف إطلاق النار عبر صفقة شاملة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للقطاع، في محاولة لتفادي كارثة إنسانية متفاقمة.
وبحسب مصادر أميركية، فقد سلّم مبعوث البيت الأبيض ستيفن ويتكوف، الأسبوع الماضي، اقتراحًا محدثًا لصفقة وقف إطلاق النار لكل من إسرائيل وحركة حماس، ويجري الضغط على الجانبين لقبوله سريعًا.
في المقابل، أعلن الكابنيت الإسرائيلي يوم الأحد، استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل فوري عبر القنوات المعتمدة، لحين إنشاء آلية إنسانية بديلة، وذلك تحت ضغط أميركي وأوروبي متزايد.