📁 آخر الأخبار

ديفيد هيرست: إسرائيل هُزمت فعليًا وتعيد سيناريو فيتنام في غزة



نشر الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع Middle East Eye، مقالًا يؤكد فيه أن إسرائيل قد هُزمت فعليًا في غزة، لكنها "لم تُدرك ذلك بعد"، مشبهًا ما يجري اليوم في القطاع بما فعلته الولايات المتحدة في فيتنام قبل عقود.

تدخلات فاشلة ومقارنة بالتاريخ

يرى هيرست أن ما قاله الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في السعودية عن فشل "التدخل الليبرالي" صحيح، مشيرًا إلى أن محاولات إعادة تشكيل الدول كما جرى في روسيا بعد الاتحاد السوفيتي، وأفغانستان، والعراق، وليبيا، واليمن، أثبتت فشلها الذريع.

ويشير إلى أن قرارات ترامب بوقف قصف اليمن وتخفيف العقوبات على سوريا قد أضعفت مشروع إسرائيل في تقسيم سوريا وافتعال صراع مع إيران. لكن هذه الوعود لم تُترجم بالكامل، نظرًا لتداخل العقوبات وتعقيد التشريعات الأميركية.

"صفقات بثمن باهظ" ومجزرة في غزة

ويكشف هيرست عن أن دولًا خليجية دفعت أكثر من 3 تريليونات دولار لشراء رضا ترامب، بصفقات تشمل طائرات خاصة وأبراج ومشاريع عملات رقمية لعائلة ترامب، بينما كانت إسرائيل في الوقت ذاته ترتكب مجزرة في غزة راح ضحيتها نحو 100 فلسطيني في يوم واحد.

حماس والمفاوضات.. ورفض السنوار

وحول ملف الأسرى، يقول هيرست إن قيادة حماس الخارجية وافقت على صفقة بوساطة أميركية تتضمن الإفراج عن الأسرى مقابل تمديد الهدنة، لكن محمد السنوار رفضها لعدم تضمنها وقفًا شاملًا للحرب.

واعتبر أن محاولة اغتيال السنوار دليل على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يهدف لاستعادة الأسرى أحياء، بل لإبقاء المعركة بلا قيادة واضحة للمقاومة.

هدف إسرائيل الحقيقي: تهجير غزة

ووفقًا لهيرست، بات الهدف الإسرائيلي واضحًا: تجويع وقصف الفلسطينيين لدفعهم إلى الخروج القسري من قطاع غزة، وهو ما لم يعد المجتمع الدولي قادرًا على تجاهله، خاصة بعد تصريحات توم فليتشر من الأمم المتحدة، وتحذيرات منظمات إنسانية من "إبادة جماعية وشيكة".

وأشار إلى أن بعض القادة الأوروبيين كالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز وصفوا إسرائيل بدولة "إبادة جماعية"، بينما التزم قادة الخليج الصمت، وهو ما وصفه هيرست بـ"الخيانة الكبرى".

غزة... فيتنام الجديدة

ويُقارن هيرست بين غزة وفيتنام، مشيرًا إلى أن إسرائيل أسقطت على غزة أكثر من 100 ألف طن من القنابل، أي 18 ضعف ما أسقطته أمريكا على فيتنام، نسبةً إلى المساحة.

وقال إن الأسلوب ذاته يُعاد تطبيقه: تهجير السكان، إعلان مناطق إطلاق نار حرة، واستهداف كل من يبقى فيها، تمامًا كما حدث في "برنامج هاملت" خلال حرب فيتنام.

مقاومة لا تنكسر وخسارة المعركة الأخلاقية

ورغم كل الضربات، يؤكد هيرست أن المقاومة الفلسطينية لم تنكسر، وأن الخسارة الإسرائيلية ليست عسكرية فقط، بل أخلاقية ودولية، مع تنامي الرفض الشعبي في الغرب لسياسات إسرائيل.

وختم مقاله بالقول: "كما أنهت عزيمة الفيتناميين والرأي العام الأميركي حرب فيتنام، فإن صمود الفلسطينيين وتغير مواقف الشعوب الغربية سيكون مفتاح نهاية الاحتلال. إسرائيل قد تكسب معارك، لكنها تخسر الحرب".

تعليقات