حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، من أن مستشفى الأمل في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة أصبح "عمليًا خارج الخدمة" نتيجة تصاعد وتيرة الأعمال العدائية في محيطه. وأكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، في منشور عبر منصة "إكس"، أن استمرار استهداف المنطقة المحيطة بالمستشفى يعيق الوصول إليه، مما يمنع المرضى الجدد من تلقي الرعاية الطبية ويؤدي إلى وفيات كان من الممكن تفاديها.
وأشار غبرييسوس إلى أن المستشفى لم يعد قادرًا على استقبال حالات جديدة، رغم بقاء عدد من المرضى داخله ما زالوا بحاجة ماسة إلى الرعاية. وأوضح أن طاقمين طبيين، أحدهما محلي والآخر دولي، يبذلان أقصى جهودهما لتقديم الرعاية الممكنة للمرضى، في ظل ما تبقى من معدات طبية محدودة للغاية، وسط ظروف تشغيلية شبه معدومة.
ومع توقف مستشفى الأمل عن العمل، بات مجمع ناصر الطبي هو المنشأة الصحية الوحيدة التي تضم وحدة رعاية مركزة في مدينة خانيونس. هذا التطور يضع النظام الصحي في جنوب القطاع على حافة الانهيار الكامل، ويهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى، في وقت يتواصل فيه القصف وتزداد الحاجة إلى خدمات الطوارئ والرعاية الحرجة.
تأتي هذه التحذيرات في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة تشهدها غزة، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود، إلى جانب صعوبة حركة الطواقم الطبية بفعل القصف المتواصل. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن حماية المرافق الصحية وضمان الوصول الآمن إليها يمثل أولوية قصوى، محذرة من أن استمرار استهدافها يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي الإنساني، ويقوّض أي جهود للاستجابة الإنسانية في القطاع.