كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يوم الثلاثاء، عن تفشي مرض جلدي يُعرف باسم "سكايبوس" في سجن مجدو، في ظل مماطلة إدارة السجن بتقديم العلاج اللازم للأسرى المصابين، ما ينذر بكارثة صحية داخل المعتقلات الإسرائيلية.
وأفاد محامي الهيئة بعد زيارته لعدد من الأسرى، أن الأسير أحمد محمود عبد الرزاق (32 عامًا) من طولكرم، والمعتقل منذ 25 أبريل 2024، يعاني من المرض ذاته، حيث بدأت الدمامل تظهر على جسده، بينما ترفض إدارة السجن تقديم أي مضادات أو أدوية له. وأشار إلى أن الأسير فقد نحو 15 كيلوغرامًا من وزنه منذ اعتقاله، وتعرض للضرب العنيف خلال عملية اعتقاله.
وفي سياق متصل، نقل محامي الهيئة شكاوى عدد من الأسرى بشأن الظروف المعيشية القاسية، حيث أفادوا بأن المياه الساخنة لا تُوفر بشكل يومي، كما يتم توزيع ثلاث عبوات شامبو فقط لكل أسبوع، إضافة إلى لفة محارم واحدة لكل أسير أسبوعيًا. واشتكى الأسرى من الاعتداءات المتكررة، التي قالوا إنها تحدث بناءً على مزاجية السجان المناوب، وقد تصل إلى الضرب والقمع لأسباب تافهة، في ظل غياب أي رقابة أو محاسبة.
في السياق ذاته، أصدرت المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين "تضامن"، بيانًا محدثًا في الثامن من يونيو، وثّقت فيه بالأرقام والانتهاكات حجم المعاناة التي يواجهها المعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال. ووفقًا للبيان، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين 10,400 أسير، دون احتساب آلاف المعتقلين من غزة المحتجزين في معسكرات سرية ضمن سياسة الإخفاء القسري. كما تم تسجيل أكثر من 17,000 حالة اعتقال في الضفة الغربية والقدس منذ 7 أكتوبر 2023.
هيئة شؤون الاسرى والمحررين : تصاعد وتيرة العزل الانفرادي للأسرى في سجون الاحتلال، في ظروف قاسية وغير مسبوقة، تشكل عوامل إضافية تؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني للأسرى. pic.twitter.com/enxp41vIkn
— شبكة قدس | الأسرى (@asranews) June 10, 2025
وأورد البيان وجود 3,562 معتقلًا إداريًا، من بينهم 40 طفلًا وخمسة أسرى محررين أُعيد اعتقالهم بعد صفقة التبادل، إضافة إلى 1,447 أسيرًا محكومًا، و3,174 موقوفًا بانتظار المحاكمة. كما كشف عن وجود 2,214 معتقلًا من غزة صُنّفوا كمقاتلين غير شرعيين، و3,600 آخرين مخفيين قسرًا في معسكرات غير معروفة.
وفيما يخص الأطفال، بلغ عددهم 440 طفلًا، من بينهم 40 طفلًا رهن الاعتقال الإداري، وسُجلت 770 حالة اعتقال لأطفال بعد السابع من أكتوبر. كما بلغ عدد الأسيرات 49 أسيرة، من بينهن أمهات ومريضات، وأسيرتان في مراحل الحمل، وأخريات اعتُقلن على خلفية حرية الرأي والتعبير.
أما على صعيد الأسرى المرضى، فقد وثّق التقرير وجود 700 أسير يعانون من أمراض مزمنة أو إصابات حرجة، من بينهم الأسير أسامة ادعيّس، الذي خضع لعملية بتر ساقه بعد إصابة خطيرة خلال محاولة اعتقاله. كما أحصى البيان 49 صحفيًا معتقلًا، و308 شهداء من الأسرى، بينهم 71 استُشهدوا بعد 7 أكتوبر، فيما لا تزال جثامين 78 منهم محتجزة لدى الاحتلال.
وأكدت "تضامن" أن هذه المعطيات تُجسد كارثة إنسانية وقانونية، تمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة والقوانين الدولية ذات الصلة، داعية إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات بحق الأسرى، وضمان حمايتهم القانونية والإنسانية.