يعاني الأطفال حديثو الولادة في قطاع غزة من وضع صحي حرج في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية والحصار المشدد الذي يمنع إدخال المستلزمات الطبية وحليب الأطفال الضروري لحياتهم، ما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي تعصف بالقطاع.
في مستشفى ناصر الطبي بخانيونس، يعاني الطاقم الطبي من نقص حاد في الحاضنات وأجهزة التنفس والمستلزمات الطبية الحيوية التي تُعد ضرورية لإنقاذ حياة الرضع، في ظل ارتفاع أعداد الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية خاصة، جراء تفاقم أوضاع سوء التغذية والحصار. ويُشكل نقص حليب الأطفال أحد أبرز التحديات التي تهدد صحة المواليد الجدد، إذ أن الحليب رقم 1 المخصص للأطفال حديثي الولادة غير متوفر بالكميات المطلوبة، الأمر الذي يدفع الأطباء إلى مواجهة حالات خطيرة في أقسام الحضانة.
وأفاد أخصائي الأطفال وطب الولادة، الدكتور أسعد النواجعة، بأن منع الاحتلال دخول المواد الغذائية والطبية، وخاصة حليب الأطفال رقم 1، تسبب في زيادة الحالات المرضية بين الأطفال، مشيراً إلى أن هؤلاء الأطفال معرضون للإصابة بأمراض معوية حادة، والتهابات تنفسية، وأعراض سوء تغذية تهدد حياتهم.
وقال النواجعة: "الأطفال حديثو الولادة يعتمدون بشكل كامل على الحليب الصناعي، ونقصه يؤدي إلى تدهور صحتهم بسرعة كبيرة، ونحن في المستشفى نعاني من نقص كبير في هذه المادة الحيوية، ما يستدعي تدخل عاجل لإنقاذ أرواح هؤلاء الأطفال".
في السياق ذاته، أطلق مستشفى الرنتيسي نداءً عاجلاً بعد نفاد مخزون الحليب لديه، رغم تزايد أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وضعف الامتصاص، في ظل ضعف الإمكانات الطبية وقلة الدعم.
تزداد المخاطر الصحية مع تراجع قدرة الأمهات على الرضاعة الطبيعية، نتيجة سوء تغذيتهن أيضاً، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والتدهور الاقتصادي. كما سجلت وزارة الصحة في غزة، خلال الأشهر الماضية، وفاة 60 طفلًا بسبب الجوع وسوء التغذية في مراحل عمرية مختلفة، ما يؤكد خطورة الأزمة وضرورة العمل الدولي العاجل لتوفير الدعم الطبي والغذائي.
هذا ويطالب الأطباء والمختصون الجهات الدولية ومنظمات الإغاثة بضرورة الضغط على الاحتلال لرفع الحصار وفتح المعابر، والسماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، خاصة حليب الأطفال ومواد التغذية، إلى القطاع، وذلك قبل فوات الأوان ووقوع مزيد من الوفيات بين الأطفال الرضع.
وفي ظل تفاقم الوضع الصحي، تحذر المؤسسات الطبية في غزة من كارثة إنسانية وشيكة، قد تؤدي إلى تدهور كبير في صحة الأجيال القادمة، إذا استمر الحصار وحرمان الأطفال من الرعاية الأساسية.