أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، اليوم الثلاثاء، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستويات كارثية، مشددة على أن الطريقة التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في توزيع المساعدات لا تمت للإنسانية بصلة، وتشكل خطرًا مباشرًا على حياة المدنيين.
وفي تصريحات صحفية، قالت المنظمة إن جيش الاحتلال يدعو السكان الفلسطينيين للتوجه إلى مراكز توزيع المساعدات، ثم يطلق النار عليهم، محذرة من أن "التوجه إلى نقاط المساعدات بات يشبه الذهاب إلى الموت"، في ظل استمرار ارتكاب مجازر دامية بحق المدنيين الجوعى.
وشددت "أطباء بلا حدود" على أن آلية توزيع المساعدات، التي بدأ الاحتلال تطبيقها منذ 27 مايو/أيار عبر ما تُسمى "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، والتي تحظى بدعم أميركي وإسرائيلي، "ليست إنسانية"، وتفتقر لأي إشراف دولي، كما أنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
وأضافت: "غالبية الأهالي لا يحصلون على شيء من هذه الآلية، بينما تتحول مناطق التوزيع إلى ميادين قتل مفتوحة، وسط فوضى الجوع وانعدام الأمان".
في السياق ذاته، أكدت المنظمة الدولية أن النظام الصحي في قطاع غزة في حالة انهيار شبه كامل، مع عمل عدد محدود فقط من المستشفيات بشكل جزئي، مشيرة إلى أن أكثر من 60% من أراضي القطاع تحوّلت إلى مناطق إخلاء قسري، مما أدى إلى تكدس السكان في مساحات ضيقة تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وحذّرت "أطباء بلا حدود" من أن استمرار الأوضاع بهذه الصورة قد يدفعها إلى مراجعة عملها الإنساني في غزة بسبب تفاقم المخاطر وغياب الحد الأدنى من الأمان.
وشهد صباح اليوم مجزرة جديدة بحق المدنيين في رفح، حيث ارتقى 24 شهيدًا وأصيب أكثر من 200 آخرين برصاص قوات الاحتلال، أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات غذائية قرب مركز التوزيع الأمريكي في "منطقة العلم" غرب المدينة.
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن الإصابات شملت حالات حرجة جدًّا، في جريمة دامية تتكرر وسط ترويج الإدارة الأمريكية لدورها في "تقديم المساعدات"، التي باتت فعليًا غطاءً لجرائم قتل جماعي وتجويع متعمّد، يهدف إلى التهجير القسري بحسب تقارير أممية.
وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن إغلاق المعابر منذ أكثر من 90 يومًا تسبب في دفع 2.4 مليون فلسطيني نحو المجاعة، في ظل غياب الغذاء والدواء والماء، وانعدام مقومات البقاء، وسط تجاهل دولي متواطئ مع الاحتلال.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل"، بدعم أميركي مطلق، جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين المحاصرين في ظروف إنسانية مروّعة.