حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، من كارثة صحية وشيكة تهدد حياة مئات المرضى، نتيجة تعمّد الاحتلال الإسرائيلي تقويض النظام الصحي، من خلال أوامر الإخلاء المتكررة للمناطق التي تضم المستشفيات ومراكز تقديم الرعاية الطبية.
وقالت الوزارة في بيان صحفي، إن الإخلاءات العسكرية الأخيرة التي نفذها جيش الاحتلال في محافظة خان يونس، تُشكّل خطرًا حقيقيًا يهدد بإخراج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة، وهو ما يُنذر بانهيار الرعاية الصحية جنوب قطاع غزة.
ويُعد مجمع ناصر الطبي المستشفى الوحيد في جنوب القطاع الذي يقدّم خدمات طبية تخصصية، مثل جراحات القلب، العناية المركزة، التوليد، الأطفال، وأقسام الطوارئ. وتشير الوزارة إلى أن أي توقف في عمل المجمع سيُعرض حياة مئات المرضى والجرحى للخطر، لا سيما من يتلقون العلاج في أقسام العناية المركزة، وغرف العمليات، والحضانات الخاصة بالأطفال.
وبيّنت وزارة الصحة أن الأوضاع داخل المجمع تزداد تعقيدًا، في ظل صعوبة حركة الطواقم الطبية، ونقص الأدوية والمستلزمات، والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، ما يجعل استمرارية العمل الطبي شبه مستحيلة.
وأضاف البيان أن الاحتلال دمّر حتى الآن 85% من قدرة القطاع الصحي في غزة، ما أفقد المؤسسات الصحية القدرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين الذين يتوافدون يوميًا نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة.
وتزامن هذا التدهور الصحي مع الإغلاق الكامل لمعابر قطاع غزة من قِبل الاحتلال منذ 2 مارس/ آذار الماضي، ما حال دون دخول المساعدات الإغاثية، والطبية، والوقود، والبضائع، وهو ما عمّق من حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها السكان، خصوصًا في ظل النزوح الجماعي واسع النطاق.
وتُواصل إسرائيل، بدعم أميركي مطلق، حربها المفتوحة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي وصفتها جهات حقوقية ودولية بأنها ترقى إلى جرائم إبادة جماعية، خلّفت حتى الآن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى ما يزيد عن 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون أوضاعًا كارثية.
وأكدت الوزارة أن ما يجري يمثل جريمة ممنهجة تهدف إلى قتل الحياة في غزة، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الصحية والحقوقية لتحمل مسؤولياتهم، والتحرك الفوري لحماية ما تبقى من المنظومة الصحية، وتوفير ممر آمن لدخول الفرق الطبية والمساعدات الإنسانية.