تشهد الساحة السياسية حراكاً دبلوماسياً مكثفاً، في محاولة جديدة لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد أكثر من ثمانية أشهر من حرب الإبادة الإسرائيلية التي خلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، وأدت إلى دمار واسع في القطاع المحاصر.
وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الخميس 26 يونيو 2025، أن القاهرة والدوحة، بالتنسيق مع وسطاء دوليين، يُحضّران لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، يُتوقع أن تُعقد خلال أيام في العاصمة المصرية أو القطرية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية مطلعة أن الاتصالات لم تتوقف بين الوسطاء، وتم خلال الأيام الأخيرة عقد اجتماعات مع قيادات من "حماس"، ولقاءات مع أطراف دولية، بينها واشنطن، من أجل الدفع نحو اتفاق جديد يأخذ بعين الاعتبار التنازلات التي قدمتها الحركة سابقاً، في مقابل تجاوز الشروط التعجيزية التي تضعها "إسرائيل"، مثل نزع سلاح المقاومة وإبعاد القيادات.
وتشير المصادر إلى أن وفود المفاوضين قد تبدأ بالتنقل بين تل أبيب والقاهرة والدوحة خلال الأيام المقبلة، لعقد جولات تمهيدية تهدف إلى اختبار النوايا وتقييم الاستعدادات لجولة حاسمة، حال توافر ضمانات دولية تضمن التزام الأطراف بنتائجها.
بحسب المصادر، تمارس كل من قطر ومصر ضغوطاً دبلوماسية على الولايات المتحدة لدعم جهود التهدئة بشكل أكثر فاعلية، والتدخل المباشر لضمان أي اتفاق يتم التوصل إليه. كما شاركت الدولتان في مشاورات مكثفة مع أطراف دولية من بينها الإدارة الأميركية، في محاولة لضمان التزام "إسرائيل" بأي اتفاق تهدئة وعدم خرقه كما حدث سابقاً.
وأكدت المصادر أن "حماس" أبدت مرونة نسبية هذه المرة، مشترطة التزاماً أميركياً واضحاً بدور الضامن، واستعداداً إسرائيلياً لتقديم تنازلات مقابلة، وأبدت الحركة استعدادها لإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم دفعة واحدة، مقابل وقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيلي كامل، وضمانات لإعادة الإعمار وترتيبات وطنية لإدارة القطاع.
ورغم الغموض الذي لا يزال يكتنف الموقف الإسرائيلي الرسمي، فإن الصحيفة نقلت عن مصادرها أن هناك تيارات داخل حكومة الاحتلال والمؤسسة العسكرية تميل إلى إنهاء الحرب، في ظل الخسائر المتزايدة على المستويين السياسي والعسكري، إلى جانب الضغوط الأميركية والأوروبية، والمطالب الداخلية باستعادة الجنود والأسرى من قطاع غزة.
ويأتي هذا التحرك السياسي بعد أيام من تصريحات لقادة في المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسهم "أبو عبيدة" الناطق باسم "كتائب القسام"، أكد فيها أن جثث الجنود الإسرائيليين ستصبح حدثاً متكرراً طالما استمر العدوان، في رسالة ضغط على القيادة الإسرائيلية للقبول باتفاق تبادل شامل.