تعرض عدد من النشطاء المشاركين في "قافلة الصمود" المتوجهة نحو معبر رفح الحدودي، لاعتداءات عنيفة من قبل مجموعات بلطجية في مصر، أثناء مشاركتهم في تحرك شعبي واسع للمطالبة بإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح المعبر المغلق منذ أشهر.
وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، اعتداءات جسدية ولفظية على المتضامنين الدوليين، أسفرت عن إصابة عدد من المشاركين، من بينهم النائب التركي عن حزب "هدى بار" فاروق دينتش، الذي أكد حزبه أن حالته الصحية مستقرة، محذرًا من المخاطر المتزايدة التي تهدد سلامة النشطاء، بمن فيهم مواطنون أتراك.
#عاجل |
— الھیئة العالمیة لأنصار النبي ﷺ (@SupportProphetM) June 13, 2025
السلطات المصرية تعتدي على برلماني تركي من حزب الهدى، متجه إلى معبر رفح دعماً لغزة، #قافلة_الصمود
هذه ليست صفعة على وجه برلماني تركي.. إنها صفعة على وجه الأمة الصامتة! @melhamy @drassagheer pic.twitter.com/rfdlFL7Pz8
ودعا الحزب السلطات التركية إلى التدخل العاجل، مطالبًا الحكومة المصرية بوقف الاعتداءات وضمان سلامة رعاياها المحتجزين أو المتعرضين للملاحقة بسبب نشاطهم السلمي.
وفي رد شعبي سريع، شهدت العاصمة التركية أنقرة مظاهرة حاشدة مساء الجمعة أمام السفارة المصرية، شارك فيها عشرات المتضامنين الأتراك الذين طالبوا بالإفراج الفوري عن النشطاء الأتراك المحتجزين في مصر، وإتاحة حرية التنقل للمشاركين في القوافل الإنسانية الدولية.
تصعيد مصري ضد المشاركين الأجانب
وتزامنًا مع ذلك، صعدت السلطات المصرية إجراءاتها ضد المشاركين الأجانب في إطار "المسيرة العالمية إلى غزة"، حيث احتجزت ورحّلت عددًا من الرعايا الأجانب القادمين للانضمام إلى القافلة، وذلك بعد وقت قصير من قيام قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، بتوقيف قافلة "الصمود" القادمة من تونس على مشارف مدينة سرت، بذريعة انتظار الموافقة الأمنية للعبور نحو الحدود المصرية.
وأفاد منظمو القافلة بأن 40 مشاركًا أوقفوا قرب القاهرة، على بعد نحو 45 كيلومترًا من العاصمة، ومنعوا من التقدّم نحو سيناء. كما تم مصادرة جوازات سفرهم ومنعهم من الوصول إلى العريش أو معبر رفح.
ووصل هذا الأسبوع مئات النشطاء الدوليين إلى الأراضي المصرية ضمن مبادرة دولية واسعة تهدف للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الحصار المفروض على غزة. وقد رحّلت السلطات المصرية العشرات منهم بالفعل، بينما يواجه آخرون قرارات ترحيل واحتجاز دون توضيحات رسمية.
وقال بيان صادر عن المنظمين إن المبادرة تتحرك في إطار سلمي وتحترم القوانين المصرية، مؤكدين أن المشاركة في القافلة تهدف فقط إلى تسليط الضوء على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، ودعوا البعثات الدبلوماسية للتدخل العاجل من أجل حماية المشاركين وضمان حقهم في الوصول إلى القطاع.
وتضم "المسيرة العالمية إلى غزة" نحو 4,000 مشارك من 50 دولة حول العالم، وكان من المقرر أن يعبروا سيناء نحو العريش ثم السير مشيًا لمسافة 50 كيلومترًا إلى معبر رفح.
وفي السياق نفسه، وصلت قافلة "الصمود" المغاربية، والتي تضم أكثر من 1,500 ناشط من تونس والجزائر وموريتانيا، إلى مشارف الأراضي المصرية، وتوقفت في نقاط انتظار تضم نحو 20 حافلة و350 مركبة، بانتظار السماح لها بالعبور باتجاه معبر رفح، والانضمام إلى الفعاليات التضامنية المطالبة بكسر الحصار.
ويتوقع أن تنضم إلى القافلة مجموعات أخرى من ليبيا، ضمن ما وصفه منظمو الحملة بـ"تحرك شعبي غير مسبوق" تضامناً مع أكثر من 2.4 مليون فلسطيني محاصرين في قطاع غزة.
شهادات عن الاعتداءات والترحيل
وأكد الناشط عصام الجشي، أحد أعضاء القافلة، في تصريح خاص لشبكة "قدس"، أن السلطات المصرية أوقفتهم فور دخولهم المطار، واعتدت عليهم بالضرب والإهانة، قبل أن تقوم بترحيلهم. وقال إن عدداً قليلاً فقط تمكن من دخول مصر، فيما تم ترحيل معظم المشاركين من أوروبا إلى مطار صبيحة بتركيا.
بدوره، أوضح الناشط بلال ناجح، أحد المُرحّلين، أن السلطات المصرية أبعدته برفقة سبعة آخرين يحملون جنسيات أوروبية ومغاربية مزدوجة، دون أي توضيح رسمي أو إصدار قرار قانوني يبرر الترحيل القسري.
إبادة جماعية متواصلة في غزة
تأتي هذه التحركات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 182,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11,000 مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية.
ويصف حقوقيون ومراقبون دوليون ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية ممنهجة بدعم أميركي مطلق، وسط تجاهل دولي للقرارات الصادرة عن محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف الحرب.