أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن افتتاح مستشفى المواصي الميداني غرب مدينة خان يونس، صباح يوم الأربعاء الموافق 18 يونيو 2025، في خطوة إنسانية طارئة تهدف إلى توفير الخدمات الطبية العاجلة لعشرات الآلاف من النازحين في واحدة من أكثر مناطق قطاع غزة تضررًا واكتظاظًا بالسكان.
وجاء افتتاح المستشفى في ظل تصاعد الكارثة الإنسانية في جنوب القطاع، وبعد موجات النزوح القسري من مدن رفح وخان يونس وشمال غزة، حيث تم تجهيز المستشفى خلال فترة قياسية لم تتجاوز عشرة أيام، استجابة للاحتياجات الطبية الطارئة في ظل شح الخدمات الصحية وتدمير عدد من المرافق الطبية.
ويضم المستشفى الميداني الجديد 60 سريرًا طبيًا، وغرفتي عمليات، وقسمًا للمختبرات، وآخر للأشعة، كما تسعى الجمعية إلى تعزيز قدرته الاستيعابية عبر إضافة أربعة أسرّة للعناية المركزة خلال الفترة القادمة، بما يتيح للمرفق الطبي التعامل مع الحالات الحرجة بفعالية أكبر.
ووفقًا للجمعية، سيتولى المستشفى استقبال الحالات الطارئة من عموم المنطقة، بينما تُحوّل الحالات التي تتطلب تدخلات جراحية دقيقة أو رعاية تخصصية متقدمة إلى مستشفى الأمل في خان يونس، الذي لا يزال يقدم خدماته رغم الإخلاءات الواسعة التي شهدتها المدينة مؤخرًا.
ويعتمد مستشفى الأمل على بنية تحتية متطورة نسبيًا، تشمل وحدة عناية مركزة تحتوي على 9 أسرّة، وخمس غرف عمليات، وأقسام تشخيصية متكاملة من بينها جهاز التصوير الطبقي المحوري (CT)، إلى جانب 100 سرير لإيواء المرضى، مما يجعله مركزًا مرجعيًا لحالات الطوارئ المعقدة.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التزامها بتوسيع نطاق الاستجابة الصحية رغم التحديات الأمنية والإنسانية المتفاقمة، مشددة على أهمية استمرار الدعم الدولي للقطاع الطبي في غزة، في ظل ما يعانيه من نقص شديد في الكوادر والمستلزمات والوقود اللازم لتشغيل الأجهزة الحيوية.
ويأتي افتتاح المستشفى الميداني في سياق محاولات متواصلة لتخفيف العبء عن النظام الصحي المنهك في قطاع غزة، الذي يواجه انهيارًا شبه كامل بعد أكثر من ثمانية أشهر من الحرب، وسط تحذيرات متصاعدة من كارثة صحية وإنسانية ما لم يتم إدخال مساعدات طبية عاجلة وتوفير حماية للمرافق الصحية من الاستهداف المتكرر.