قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع إدخال الوقود إلى قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم متواصل، في سياسة وصفتها الوكالة بأنها تهدد بوقف تام للعمليات الإنسانية في القطاع المحاصر، الذي يعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
وأوضحت "الأونروا" في منشور نشرته اليوم الثلاثاء عبر صفحتها الرسمية على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن "الصحة، والمياه، والغذاء، والاتصالات"، جميعها باتت في دائرة الخطر، في ظل استمرار الحصار المشدد على غزة ومنع دخول الوقود الذي يعد العصب الحيوي لتشغيل هذه القطاعات.
وأضافت الوكالة أن غياب الوقود سيعني حتمًا توقف مضخات المياه، وتعطل المستشفيات، وتلف المواد الغذائية، وانقطاع الاتصالات الحيوية، ما يهدد حياة ملايين المدنيين في القطاع، لاسيما في ظل انعدام الأمن الغذائي وتفشي الأوبئة، وغياب العناية الصحية الطارئة.
وأكدت الأونروا: "لا يمكن تنفيذ أي عملية إنسانية بدون وقود"، مضيفة في بيانها التحذيري: "بدون الوقود.. الأرواح ستزهق"، في إشارة إلى التداعيات المباشرة والقاتلة لحرمان المؤسسات والمواطنين من الطاقة اللازمة للحد الأدنى من مقومات الحياة.
ويشهد قطاع غزة، منذ أن أغلقت إسرائيل معابر القطاع في 2 مارس/آذار الماضي، حصارًا خانقًا شمل منع إدخال المواد الإغاثية الأساسية من غذاء ودواء ووقود ومساعدات إنسانية، ضمن سياسة تجويع ممنهجة، رافقها تصعيد في العدوان العسكري المستمر، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وأدى إلى تدمير شبه كامل للبنية التحتية، وتدمير المرافق الصحية والتعليمية والخدماتية.
وتُعد الأونروا واحدة من آخر المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة، في ظل انسحاب أو تقليص عمل معظم المنظمات الإنسانية بسبب الوضع الأمني الكارثي وصعوبة الوصول إلى المتضررين، ما يضع ملايين الفلسطينيين، خصوصًا اللاجئين الذين يشكلون أكثر من 70% من سكان القطاع، في مواجهة خطر المجاعة والموت البطيء.
ودعت الأونروا المجتمع الدولي إلى الضغط العاجل على سلطات الاحتلال لفتح المعابر فورًا، والسماح بإدخال الوقود دون قيد أو شرط، باعتباره ضرورة إنسانية لا تحتمل التأجيل، وشددت على ضرورة توفير حماية فورية للعمليات الإنسانية، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين دون تمييز أو استهداف.