📁 آخر الأخبار

الاقتصاد الغزي ينهار تحت وطأة الحرب: تضخم غير مسبوق، أسعار خيالية للسلع الأساسية، وتحذيرات دولية من مجاعة وشيكة



وكالة غزة الإخبارية
_ يشهد قطاع غزة منذ فترة طويلة ظروفًا اقتصادية وإنسانية صعبة، تفاقمت بشكل كبير نتيجة استمرار الحصار المفروض عليه والحروب المتكررة التي أثرت على كافة مناحي الحياة. 

هذه الأزمة شملت نقصًا حادًا في المواد الأساسية وارتفاعًا غير مسبوق في أسعار السلع، ما انعكس سلبًا على معيشة ملايين السكان، وفرض عليهم تحديات يومية كبيرة لتأمين حاجاتهم الأساسية وسط ظروف معيشية قاسية.

إذ يشهد قطاع غزة أزمة اقتصادية متفاقمة أثرت بشكل مباشر على حياة المواطنين وأسواق السلع الأساسية، خاصة مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار الطحين.

في الأسواق المحلية جنوب القطاع، وصل سعر كيس الطحين وزن 25 كيلوغرامًا إلى 1200 شيكل، وفقًا لمراقبين محليين.

تعكس هذه القفزة السعرية آثار استمرار الحصار المفروض على القطاع، والذي أدى إلى تقييد حركة البضائع والمواد الأساسية، بالإضافة إلى تعقيدات في سلاسل الإمداد وتأثر الاقتصاد المحلي بتدهور القدرة الشرائية للأسر الفلسطينية.

في هذا السياق، قال مسؤول في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا):

"نحن نعمل بكل جهد ممكن لتوفير المساعدات الغذائية للأسر المتضررة في قطاع غزة، لكن القيود المفروضة على المعابر تعيق وصول الإمدادات الأساسية بشكل كافٍ. ندعو المجتمع الدولي إلى تسهيل تدفق المساعدات لضمان أن لا تعاني الأسر المحتاجة من نقص الغذاء."

ومن جانبها، أكدت منظمة اليونيسيف في بيان رسمي:

"الوضع في غزة يثير قلقنا الكبير، خاصة للأطفال والنساء الحوامل الذين هم الأكثر عرضة للمخاطر الصحية والغذائية. نواصل تقديم الدعم الغذائي والصحي، لكن التحديات الأمنية واللوجستية تعيق الوصول إلى جميع المحتاجين."

وأضافت اليونيسيف:

"نحن نراقب عن كثب تأثير الأزمة الاقتصادية على الصحة والتغذية، ونعمل مع شركائنا لضمان استجابة شاملة وسريعة لمواجهة التحديات المتزايدة."

رغم هذه الجهود، تواجه الأونروا واليونيسيف تحديات كبيرة في إيصال المساعدات بسبب القيود المفروضة على المعابر والظروف الأمنية المتردية، مما يحد من حجم المساعدات المتوفرة، ويترك آلاف الأسر في مواجهة معاناة شديدة لتأمين حاجاتها الغذائية.

تشير التقارير الاقتصادية إلى أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية لم يقتصر على الطحين فقط، بل شمل السكر والزيت والخضروات، مما يعمق أزمة الأمن الغذائي في القطاع، ويؤدي إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

ويزيد من مأساة السكان استمرار استهداف قوات الاحتلال للمواطنين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، حيث شهدت مناطق توزيع المواد الغذائية استهدافًا مباشرًا، ما حول كيس الطحين إلى رمزٍ لمعاناة تُغمس بالدم. هذا العنف المتواصل يضاعف من معاناة العائلات الفقيرة التي تعيش على أطراف الحياة، ويعكس حجم الخطر الذي يواجهه المدنيون في لحظاتهم الأشد حاجة للدعم والإنسانية.

كما لوحظ تفشي ظاهرة السوق السوداء في تجارة المواد الغذائية، حيث يتم البيع بأسعار مرتفعة تزيد عن السعر الرسمي، ويضطر المواطنون في بعض الأحيان للجوء إلى أنظمة المقايضة لتأمين حاجاتهم، وسط غياب رقابة فعالة على الأسعار.

في ظل هذه الظروف، تواصل الجهات الدولية والإنسانية متابعة الوضع عن كثب، مع سعيها لتوفير الدعم اللازم ضمن الإمكانيات المتاحة، في محاولة للتخفيف من معاناة السكان المتفاقمة في ظل استمرار الحصار والأوضاع الأمنية المتدهورة.


تعليقات