في ظل تحركات دبلوماسية متسارعة، يجتمع مساء اليوم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع فريقه الأمني والسياسي لبحث تفاصيل المقترح الأميركي المعدّل بشأن صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس" ووقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة. المقترح الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ينص على إطلاق سراح رهائن أحياء وإعادة جثث، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، ووقف القتال لمدة 60 يومًا.
أفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيعقد مساء اليوم الخميس اجتماعًا رفيع المستوى بمشاركة قادة الجيش والأجهزة الأمنية، لبحث تفاصيل مقترح الصفقة الجديد لتبادل الأسرى، ومناقشة مستجدات المفاوضات الجارية بهذا الشأن.
يأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه الساحة الإقليمية تحركات دبلوماسية متسارعة، بقيادة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الذي سلّم إلى كل من إسرائيل وحركة "حماس" مقترحًا جديدًا يهدف إلى كسر الجمود في المفاوضات المستمرة منذ شهور.
تفاصيل المقترح الأميركي الجديد
بحسب مصادر مطلعة نقلت عنها القناة 12 الإسرائيلية، ينص المقترح الأميركي على تنفيذ صفقة تبادل الأسرى على مرحلتين خلال أسبوع واحد، تبدأ بإطلاق سراح 10 رهائن أحياء محتجزين لدى "حماس" وتسليم جثث 18 رهينة قضوا أثناء الاحتجاز، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
كما يتضمن المقترح وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، تُستأنف خلالها المفاوضات للتوصل إلى اتفاق دائم ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
في قطاع غزة، يعيش المدنيون حالة ترقب وحذر، وسط استمرار القصف ونقص حاد في الغذاء والدواء.
خلال جولة ميدانية أجرتها عدسات الصحفيين، رُصدت معاناة كبيرة في مناطق مثل دير البلح وخانيونس ورفح، حيث تضررت الأراضي الزراعية بشكل واسع، مما زاد من معاناة المزارعين الذين يعتمدون على هذه المواسم لإعالة أسرهم.
وفي الأسواق المحلية، بدت الرفوف شبه فارغة، فيما ينتظر الأهالي بفارغ الصبر أي مؤشرات لهدنة قد تعيد شيئًا من الاستقرار المفقود.
على الجانب الإسرائيلي، يُواجه نتنياهو تحديًا داخليًا صعبًا، إذ أن أي اتفاق قد يُحدث انشقاقات داخل ائتلافه الحكومي المتشدد.
تشير التقديرات إلى أن نتنياهو يسعى لتأجيل اتخاذ قرارات مصيرية حتى بعد انتهاء الدورة التشريعية الصيفية في الكنيست أواخر أغسطس المقبل، لتفادي أي انتخابات مبكرة تهدد موقعه السياسي.
ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يظهر التزامًا بإنهاء الحرب، إلا أن واشنطن حتى اللحظة تتجنب ممارسة ضغوط حقيقية ومباشرة على حكومة الاحتلال، مفضّلة اتباع سياسة الإقناع الهادئ.
تقييم الموقف: هل تنجح خطة ويتكوف؟
يرى مراقبون أن الخطة الأميركية الجديدة قد تفتح نافذة أمل لوقف القتال، لكنها لا تزال تواجه عقدة