في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والضغوط الدولية المتصاعدة، كشفت مصادر سياسية إسرائيلية عن صفقة مثيرة للجدل بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير المالية اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش، تقضي بالموافقة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة مقابل دعم خطة لبناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية.
صفقة مشروطة وسط أزمة إنسانية
وبحسب المصدر السياسي، فإن الاتفاق تم التوصل إليه خلال الأيام الأخيرة، ويقضي بموافقة نتنياهو على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، استجابة لمطالب سموتريتش، مقابل تراجعه عن رفضه السابق لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، رغم تفاقم المجاعة والمعاناة في القطاع المحاصر.
وأوضح المصدر أن الحكومة الإسرائيلية صادقت الليلة الماضية على إدخال المساعدات في نفس الجلسة التي وافقت فيها على المخطط الاستيطاني الجديد.
خطة لبناء 22 مستوطنة جديدة
وذكرت القناة 14 العبرية أن الحكومة الإسرائيلية بصدد الموافقة، بطلب مباشر من سموتريتش، على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ضمن أكبر توسع استيطاني منذ سنوات.
وأشار المصدر الذي حضر جلسة الحكومة إلى أن موقف سموتريتش المؤيد لإدخال المساعدات "فاجأ الحضور"، خصوصًا في ظل مواقفه السابقة الرافضة لأي تسهيلات لغزة.
في المقابل، نفى مكتبا كل من رئيس الحكومة ووزير المالية وجود أي علاقة بين القرارين. وقال مكتب نتنياهو: "لا علاقة بين إدخال المساعدات وخطة البناء الاستيطاني". فيما جاء في بيان صادر عن مكتب سموتريتش: "لا توجد أي صلة بين الأمرين".
ورغم النفي الرسمي، فإن تزامن القرارين يعزز رواية المساومة السياسية بين الطرفين، التي يرى مراقبون أنها جزء من صفقة داخلية لتثبيت الائتلاف الحاكم وامتصاص الضغوط الدولية دون إغضاب جمهور المستوطنين.