أعلن الجيش الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من ليل الجمعة - السبت، بدء عملية عسكرية جديدة تحت اسم "عربات جدعون"، إيذانًا بتوسيع عدوانه المدمر على قطاع غزة، والذي أسفر خلال الساعات الماضية عن سقوط مئات الشهداء والجرحى في موجة غير مسبوقة من الغارات الجوية والقصف المدفعي.
وقال بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي إن "القوات باشرت تنفيذ ضربات واسعة النطاق، والدفع بوحدات برية للاستيلاء على مناطق داخل القطاع، في إطار المرحلة الأولى من عملية عربات جدعون، التي تهدف لتحقيق أهداف الحرب، بما في ذلك الإفراج عن المختطفين وهزيمة حركة حماس".
تصعيد دموي متزامن مع جولة ترامب
وجاء هذا التصعيد بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة، والتي استمرت ثلاثة أيام، زار خلالها "إسرائيل" والإمارات، قبل مغادرته في اليوم الرابع من الزيارة. وخلال تلك الفترة، ارتكبت القوات الإسرائيلية مجازر مروعة أودت بحياة أكثر من 378 فلسطينيًا، بحسب وزارة الصحة في غزة.
ويمثّل هذا الرقم تصاعدًا مروعًا في أعداد الضحايا، إذ يُعادل نحو أربعة أضعاف عدد الشهداء الذين سقطوا خلال الأيام الأربعة السابقة لزيارة ترامب، والتي بلغت قرابة 100 شهيد.
ورغم الوعود التي أطلقها ترامب من أبو ظبي بـ"مستقبل أفضل لأهالي غزة وإنهاء الجوع"، إلا أن الأيام التي رافقت زيارته كانت الأكثر دموية منذ أشهر، وسط صمت دولي مطبق.
"عربات جدعون": خطة حرب جديدة ومجازر ممنهجة
عملية "عربات جدعون"، التي أقرّها المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، تتضمن وفق مصادر إسرائيلية توسيع دائرة الحرب بشكل رسمي، وتفعيل خطة عسكرية تشمل الدفع بمزيد من قوات الاحتياط والتوغل في عدة محاور داخل القطاع.
وتؤكد المعطيات الميدانية أن الجيش الإسرائيلي ارتكب خلال الأيام الأربعة الماضية عشرات المجازر بحق المدنيين، مستهدفًا المنازل والملاجئ والمخيمات المكتظة بالنازحين، في سياسة يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها جريمة إبادة جماعية.
انهيار التهدئة وتوقف المسار التفاوضي
يأتي هذا التصعيد بعد فشل التوصل إلى تمديد الاتفاق المؤقت لوقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، واستمر حتى مطلع مارس/آذار الماضي. وقد جرى الاتفاق بوساطة مصرية وقطرية، وبدعم من الإدارة الأمريكية، لكنه انهار مع تعنّت الاحتلال في تنفيذ التزاماته، خاصة فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية.
في ضوء ذلك، تتصاعد المخاوف من دخول غزة في مرحلة جديدة أشد فتكًا من الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر، في ظل استمرار الحصار الكامل، ومنع إدخال الغذاء والدواء، وانقطاع الخدمات الأساسية، وتدهور كارثي في الأوضاع الصحية والمعيشية.