نقل مكتب إعلام الأسرى، اليوم الإثنين، شهادة مروعة أدلى بها الأسير المحرر عمار الزبن، وصف فيها مشاهد صادمة لعمليات تعذيب قاسية يتعرض لها أسرى قطاع غزة داخل سجن "نفحة" الإسرائيلي، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي شهادته، تحدث الزبن عن ما أسماه "مسرح التعذيب الحقيقي"، حيث وُضع مع مجموعة من الأسرى في قفص حديدي يطل على الزنازين، ليشهدوا بأعينهم تعذيب الأسرى الغزيين، الذي يشمل الضرب الوحشي، الشتائم، الإذلال العلني، والإجبار على ترديد عبارات مهينة بحق أنفسهم وقيادتهم.
مشاهد لا تُحتمل من داخل السجن
وأشار الزبن إلى أن الأسرى كانوا يُنقلون مقيدي الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين وسط أصوات الركل والصراخ، بينما يُجبرون على الزحف أو الجري تحت الضرب، ويتم إسقاطهم عمدًا واصطدامهم بالجدران، وسط ضحك السجانين واستهزائهم.
وأكد أن بعض الأسرى ظهروا بملابس ممزقة دون ملابس داخلية، وقد مُنعوا حتى من رفع بناطيلهم، في مشهد بالغ الإهانة والقسوة.
وأضاف: "ما رأيناه يفوق كل ما يمكن تخيله في أفلام الرعب. إنها جريمة حقيقية تُرتكب على مرأى العالم، بحق بشرٍ عُزل، لا يُعرف مصير كثير منهم حتى الآن".
تحذيرات من جرائم حرب داخل السجون
من جانبه، حذّر مكتب إعلام الأسرى من استمرار الجرائم المنظمة بحق الأسرى الفلسطينيين، لا سيما أسرى قطاع غزة الذين اعتقلوا بعد اندلاع الحرب.
وأكد أن ما يجري في السجون يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وكشف المكتب أن 69 أسيرًا استشهدوا منذ بداية الحرب، بينما ارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 306 منذ عام 1967، محملًا سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة آلاف الأسرى في ظل استمرار التعذيب، العزل الانفرادي، الحرمان من العلاج، والتنكيل اليومي.