وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان رسمي صدر الجمعة، إن قطاع غزة يشهد تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، يترافق مع استهداف مباشر للبنية التحتية الصحية، وارتفاع كبير في عدد الشهداء، محذرًا من "جنون يجب إيقافه فورًا".
وأكد تورك أن الجوع الناتج عن الحصار يزداد يومًا بعد يوم، وسط تدهور غير مسبوق في كافة المؤشرات الإنسانية، مضيفًا: "لدينا خطة أممية جاهزة وموثوقة لإيصال المساعدات، تشمل 160 ألف منصة متنقلة يمكن استخدامها فورًا، ولا حاجة لمزيد من المماطلة أو البحث عن بدائل شكلية".
واعتبر أن التهديدات بشن اجتياحات جديدة، والتدمير الممنهج للبنية السكنية، ومنع وصول الإغاثة، تشكّل مؤشرات على نية تغيير ديمغرافي دائم في القطاع، وهو ما يُعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي و"جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان".
الأمم المتحدة: "اللا منطق الإنساني"
من جانبه، قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA)، ينس لايركه، إن ما يحدث في غزة تخطى كل حدود "المنطق الإنساني"، داعيًا المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط حقيقي على صانعي القرار لوقف المجزرة.
وأضاف: "نواجه كارثة إنسانية مصنوعة بأيدي البشر، وترك الأمور تتدهور بهذا الشكل يُعد تخليًا صارخًا عن القيم الدولية والإنسانية الأساسية".
سبع دول أوروبية: لا للتهجير.. لا لتغيير التركيبة السكانية
وفي السياق ذاته، أصدرت سبع دول أوروبية هي: إسبانيا، النرويج، آيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، وسلوفينيا، بيانًا مشتركًا أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء الوضع في قطاع غزة، ودعت إلى رفع الحصار ووقف العمليات العسكرية فورًا.
وأكد البيان رفض تلك الدول لأي مخططات تهدف إلى التهجير القسري أو تغيير التركيبة السكانية، وشدد على ضرورة ضمان إيصال المساعدات الإنسانية "بشكل آمن وغير مشروط"، إضافة إلى دعم جهود الأمم المتحدة ووكالة "أونروا" للوصول إلى المناطق المنكوبة.
وأوضح القادة الأوروبيون أن "الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع لم تعد تحتمل الصمت"، محملين الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية المباشرة عن تدهور الأوضاع وتفاقم معاناة المدنيين.
حماس ترحب.. وتدعو لموقف عربي موحد
من جهتها، رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالمواقف الأوروبية التي وصفتها بـ"الشجاعة والمسؤولة"، مثمنةً أيضًا دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف فوري لإطلاق النار، ورفعه الصوت ضد الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.
ودعت الحركة في بيانها إلى موقف عربي موحد وفاعل للضغط على الاحتلال من أجل وقف العدوان، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية العاجلة إلى جميع مناطق القطاع.
استمرار الحصار: اليوم الـ75 دون مساعدات
يأتي هذا الحراك الدولي، بينما تواصل إسرائيل ولليوم الـ75 على التوالي، منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل دعم أمريكي سياسي وعسكري متواصل للعدوان، الذي بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحتى اليوم، تشير تقارير وزارة الصحة في غزة إلى أن العدوان أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 173 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود لا يزالون تحت الأنقاض، ما ينذر بتفاقم المأساة إذا استمر الصمت الدولي.