📁 آخر الأخبار

قمة عربية تاريخية في بغداد وسط مجازر غزة وتصاعد الدعم الدولي لفلسطين

 

تنطلق اليوم السبت في العاصمة العراقية بغداد أعمال القمة العربية الـ34، وسط تصعيد غير مسبوق في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتفاقم الكارثة الإنسانية التي دخلت شهرها الـ19، في ظلّ دعم دولي متزايد للاعتراف بدولة فلسطين ورفض محاولات التهجير والتطهير العرقي.

وتُعد قمة بغداد الأولى من نوعها منذ 2012، وتأتي في لحظة حرجة تمر بها القضية الفلسطينية، في أعقاب استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 18 مارس/آذار الماضي، بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي استمر 58 يومًا بوساطة مصرية وقطرية ودعم أميركي.

القضية الفلسطينية في صدارة القمة

وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي الأربعاء، أن قمة بغداد ستدعم قرارات قمة القاهرة الطارئة التي عُقدت في مارس/آذار الماضي، والتي تبنّى خلالها القادة العرب خطة لإعادة إعمار غزة، تمثل بديلاً لمقترحات أميركية تقضي بتهجير سكان القطاع ووضعه تحت إدارة دولية.

وتتصدّر القضية الفلسطينية جدول أعمال القمة، خاصة في ظل خطة "إسرائيلية" معلنة منذ 5 مايو/أيار الجاري، تستهدف "احتلال" غزة وتهجير سكانها داخليًا، في خطوة وصفتها منظمات حقوقية ودول أوروبية بأنها تطهير عرقي متعمد.

حرب إبادة مستمرة

منذ استئناف العدوان في 18 مارس وحتى اليوم، استشهد 2,985 فلسطينيًا وأصيب 8,173 آخرون، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب بيانات وزارة الصحة بغزة.

أما منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية عن استشهاد وإصابة أكثر من 173,000 مواطن فلسطيني، إلى جانب أكثر من 11,000 مفقود تحت الأنقاض، في واحدة من أفظع الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

حضور دولي لافت ودعم أوروبي لفلسطين

يحضر القمة عدد من القادة والمسؤولين العرب والدوليين، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي اعترفت بلاده رسميًا بالدولة الفلسطينية العام الماضي، ويُعتبر من أبرز القادة الأوروبيين المنتقدين لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.


كما وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بغداد بعد ظهر الجمعة، ليكون أول القادة العرب حضورًا. وأفاد مصدر دبلوماسي في بغداد أن معظم دول الخليج ستكون ممثلة في القمة على المستوى الوزاري.

العراق: دور جديد في إعادة تشكيل المنطقة

وفي مقال نُشر له بصحيفة الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني:

"نحن اليوم لا نعيد بناء العراق فحسب، بل نشارك في إعادة رسم ملامح الشرق الأوسط عبر سياسة خارجية متوازنة وقيادة واعية ومبادرات تنموية وشراكات استراتيجية."

ويُنظر إلى استضافة بغداد لهذه القمة في هذا التوقيت على أنها عودة للدور العراقي المحوري في القضايا الإقليمية، خصوصًا في ظل الانقسامات العربية، والحاجة إلى موقف جماعي لوقف المجازر المستمرة في غزة.

تعليقات