📁 آخر الأخبار

توقف علاج مرضى السرطان في غزة: 11 ألف مريض يواجهون الموت وسط الحصار والإبادة



 أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح اليوم الخميس توقف خدمة العلاج الكيماوي الوريدي والمتابعة الطبية لمرضى السرطان في قطاع غزة، بسبب النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ومنع المرضى من السفر لتلقي العلاج خارج القطاع، في ظل استمرار الحرب والإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الوزارة في بيان رسمي إن الوضع الصحي لمرضى السرطان في القطاع وصل إلى مرحلة حرجة للغاية بعد إخلاء مستشفى غزة الأوروبي ومركز غزة للسرطان، اللذين كانا يشكلان الشريان الوحيد لتقديم خدمات علاج السرطان، وخاصة العلاج الكيميائي، مشيرة إلى أن نحو 11 ألف مريض سرطان باتوا محرومين من العلاج والرعاية الصحية اللازمة. 

وكان مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خان يونس يعد من أبرز المرافق الطبية التي تقدم خدمات التشخيص والعلاج لمرضى السرطان، قبل أن يتعرض في 13 مايو/ أيار الجاري لاستهداف مباشر أدى إلى خروجه الكامل عن الخدمة، ما زاد من تعقيد الوضع الصحي للمرضى، خاصة مع تكدس الحالات وعدم وجود بدائل طبية متاحة.

وبحسب وزارة الصحة، فإن أكثر من خمسة آلاف مريض سرطان يمتلكون تحويلات عاجلة للعلاج بالخارج سواء من أجل التشخيص أو تلقي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، إلا أن إغلاق المعابر ومنع خروج المرضى حال دون تمكنهم من السفر، بينما تعاني مستودعات الأدوية في القطاع من نفاد حاد وصل إلى انعدام رصيد 64% من أدوية السرطان و47% من الأدوية الأساسية، إضافة إلى نقص 65% من المستهلكات الطبية، ما يجعل محاولات تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية شبه مستحيلة. 

وتؤكد وزارة الصحة أن مرضى السرطان في غزة محاصرون ليس فقط بالحرب الدائرة، بل أيضًا بأوضاع صحية وإنسانية ونفسية واقتصادية كارثية، مع غياب أجهزة التشخيص المبكر والمتابعة التي باتت شبه معدومة بفعل الدمار ونقص الموارد. وأشارت الوزارة إلى أن استمرار إغلاق المعابر من قبل سلطات الاحتلال منذ 2 مارس/ آذار الماضي، حال دون دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما أدى إلى تدهور غير مسبوق في الأوضاع الصحية والإنسانية. 

وفي سياق متصل، كانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت أن النظام الصحي في قطاع غزة على وشك الانهيار الكامل مع تواصل العدوان الإسرائيلي، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 94% من المستشفيات والمراكز الطبية في غزة تعرضت للتدمير أو الضرر الجزئي، في حين خرجت 22 مستشفى من أصل 38 مستشفى عن الخدمة بشكل كامل. وحذرت وزارة الصحة من مؤشرات كارثية تهدد ما تبقى من القطاع الصحي، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية للضغط الفوري على الاحتلال الإسرائيلي لفتح المعابر والسماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة وإنقاذ حياة آلاف المرضى المحاصرين بالموت البطيء. 

وفي ظل هذه الظروف القاسية، يجد مرضى السرطان وأسرهم أنفسهم في مواجهة مصير مجهول، مع استمرار الحصار ومنع الوصول إلى العلاج، بينما يقف المجتمع الدولي عاجزًا أمام مشهد الإبادة الجماعية التي تطال المدنيين، وتحول المستشفيات إلى أهداف عسكرية، وتجعل من القطاع ساحة مفتوحة للمعاناة والموت.

تعليقات