📁 آخر الأخبار

شركات التكنولوجيا شريك أساسي في قتل الغزيين: هكذا ساهم الذكاء الاصطناعي في تسهيل الإبادة

تقرير_ غزة_ وكالة غزة الإخبارية_ في ظل الأزمات الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة، تزايدت التساؤلات حول دور الشركات التكنولوجية الكبرى في تسهيل الهجمات العسكرية الإسرائيلية عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. اتهم العديد من الخبراء هذه الشركات بتقديم الدعم التقني المباشر لإسرائيل، مما ساهم في تصعيد القتل والتدمير بحق المدنيين الفلسطينيين. وفي هذا السياق، تتكشف الحقائق التي تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة تُستخدم كأدوات فعالة لتنفيذ الهجمات العسكرية بدقة عالية، مما يزيد من معاناة المدنيين.

الدور التقنــــــــــــــــــــي الإسرائيلي:

يرى الخبير المغربي المتخصص في المجال الرقمي والتواصل، عبد الحكيم أحمين، أن الشركات التكنولوجية الكبرى مثل "مايكروسوفت"، "أمازون"، و"غوغل" تساهم بشكل كبير في تعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية. ووفقًا له، فإن "الدعم التقني لإسرائيل يتجسد في عدة أشكال، منها تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي التي يتم من خلالها مراقبة الفلسطينيين". هذه التقنيات توفر لإسرائيل أدوات تساعد في تتبع مكان وجود الفلسطينيين، مما يسهل استهدافهم خلال الغارات الجوية.

الذكاء الاصطنــــــــــــــــــــــــاعي والمراقبة:

إحدى أبرز التطبيقات المستخدمة هي تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتيح لشركات التكنولوجيا الكبرى تقديم خدمات تساهم في مراقبة جميع الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية. ومن أبرز هذه الخدمات، مشروع "نيمبوس" الذي قامت شركة "غوغل" بتطويره، والذي يقدم لإسرائيل سلاحًا رقميًا متطورًا يسمح لها بمراقبة وتسجيل تحركات الفلسطينيين بشكل يومي. مشروع "نيمبوس" يعتمد على خوارزميات عالية الدقة تعمل على تصنيف الفلسطينيين وتحديد ما إذا كانوا يشكلون تهديدًا محتملًا.

تتبـــــــــــــــــــــــــع الفلسطينيين عبـــــــــــــــر الخوارزميات:

ووفقًا لعبد الحكيم أحمين، فإن الخوارزميات المستخدمة من قبل الشركات الرقمية لا تقتصر فقط على المراقبة، بل تتجاوز ذلك لتوفير تفاصيل دقيقة حول تحركات الفلسطينيين، مما يجعل من السهل استهدافهم خلال العمليات العسكرية. وأوضح أحمين أن هذه الخوارزميات تساعد إسرائيل على تحديد الأهداف العسكرية المحتملة، حتى وإن كانوا مدنيين عاديين.

"التقنية التي تستخدمها إسرائيل تستند إلى معطيات تصنيفية، حيث يتم تصنيف الفلسطينيين بناءً على تحركاتهم ومواقفهم المحتملة، وهذا يساهم في زيادة فرص استهدافهم عبر الطائرات الحربية أو الطائرات المسيرة" يقول أحمين.

من بين التقنيات الأخرى التي ساعدت في تصعيد الهجمات، تأتي خدمات التخزين السحابي. تقول التقارير أن "مايكروسوفت"، إلى جانب "غوغل" و"أمازون"، قد زودت إسرائيل بخدمات تخزين سحابي تستخدم لتخزين وتحليل كميات ضخمة من المعلومات المتعلقة بالأهداف العسكرية المحتملة. هذه الخدمات تتيح لإسرائيل تتبع حركات المدنيين، تحديد مواقعهم، واختيار الأهداف التي يجب أن تُستهدف أثناء الغارات الجوية.

الذكاء الاصطنــــــــــــــاعي والتضليل الإعلامي:

من جهة أخرى، تقوم بعض الشركات مثل "ميتا" (مالكة فيسبوك وإنستغرام) باستخدام خوارزميات لمكافحة السردية الفلسطينية عبر منصات التواصل الاجتماعي. تساهم هذه الخوارزميات في تقليل انتشار المحتوى الفلسطيني، سواء كان صورًا أو مقاطع فيديو، مما يحد من قدرة الفلسطينيين على إيصال معاناتهم إلى العالم الخارجي. بالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه الخوارزميات على ترويج الرواية الإسرائيلية التي تدافع عن عمليات الجيش الإسرائيلي، بينما تقوم بحجب الرواية الفلسطينية التي تنتقد هذه العمليات.

التضامــــــــــــــــن مع الفلسطينيين والمقاطعة التكنولوجية:

في الآونة الأخيرة، برزت تصريحات من قبل مبرمجين وصحفيين من داخل الشركات التكنولوجية الكبرى ضد دور هذه الشركات في المساهمة في الإبادة الجماعية في غزة. أبرز هذه التصريحات كانت من المبرمجة المغربية "ابتهال أبو السعد"، التي كانت تعمل في "مايكروسوفت"، حيث أكدت في تصريحاتها أن الشركة "تشارك في الإبادة الجماعية" بسبب تقديم الدعم التكنولوجي لإسرائيل. وعبرت عن ذلك في احتجاج علني ضد المدير التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، مصطفى سليمان.

كما أشار أحمين إلى أن الشركات التكنولوجية الكبرى استثمرت بشكل كبير في مشاريع داخل إسرائيل، مما يعزز من ارتباطها المباشر بها. هذه الاستثمارات، بحسب الخبراء، تمثل دعمًا ماليًا وتقنيًا مستمرًا لإسرائيل، مما يساهم في زيادة قدرة جيش الاحتلال على استخدام تقنيات متقدمة في حربه ضد المدنيين الفلسطينيين.

ختاماً، التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، التخزين السحابي، والخوارزميات الرقمية باتت جزءًا لا يتجزأ من آلة القتل الإسرائيلية في قطاع غزة. فالشركات التكنولوجية الكبرى لا تقتصر على تقديم الدعم المالي، بل تسهم بشكل مباشر في العمليات العسكرية الإسرائيلية عبر تقديم خدمات تكنولوجية متطورة، بما في ذلك خدمات المراقبة وتتبع الأشخاص وتسهيل استهدافهم. ومع تصاعد الضغوط الدولية على هذه الشركات لمقاطعة إسرائيل، يظل السؤال مطروحًا حول مدى مسؤولية هذه الشركات في ما يحدث من قتل ودمار في غزة.

تم التقرير بواسطة وكالة غزة الإخبارية

تعليقات