يُحيي الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، اليوم الأربعاء الموافق 17 نيسان/ أبريل 2025، يوم الأسير الفلسطيني، في ظل ظروف هي الأشد قسوة منذ عقود، حيث تتفاقم الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى داخل سجونها، تزامنًا مع استمرار حرب الإبادة المفتوحة على قطاع غزة.
وقد أقرّ المجلس الوطني الفلسطيني هذا اليوم في عام 1974 تكريمًا لتضحيات الأسرى الفلسطينيين، فيما تم اعتماده عربيًا خلال القمة العربية المنعقدة في دمشق عام 2008 ليصبح يومًا للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.
أرقام صادمـــــــــــــة منذ بدء الإبادة
بحسب مؤسسات الأسرى، بلغت حصيلة الاعتقالات منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى منتصف أبريل الجاري أكثر من 16,400 حالة اعتقال، شملت:
✅أكثر من 510 امرأة.
✅نحو 1,300 طفـــل.
✅آلاف من معتقلي قطاع غزة، غالبيتهم يقبعون في ظروف إخفاء قسري.
فيما استشهد داخل السجون 64 معتقلًا منذ بدء العدوان، من بينهم 40 أسيرًا من غزة، في وقت يواصل فيه الاحتلال احتجاز جثامين عدد من الشهداء وعدم الكشف عن هوياتهم، وارتفع بذلك عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 301 شهيد منذ عام 1967.
ظروف احتجـــــــــــاز قاسيـــــــة ومعسكرات تعذيب
أكدت مؤسسات حقوقية أن الاحتلال استحدث عددًا من المعسكرات الأمنية والعسكرية لاحتجاز الأسرى، أبرزها:
✅معسكر سديه تيمان (أبرز أماكن تعذيب معتقلي غزة).
✅معسكرات: ركيفت، عناتوت، عوفر، نفتالي، منشــة.
ويتم في هذه المعسكرات احتجاز الأسرى دون توجيه تهم أو تحديد أماكن اعتقالهم، ومنع الزيارات أو تواصلهم مع الصليب الأحمر، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، فيما يُعامل المعتقلون كـ "أرقام" بلا هوية.
9,900 معتقل في السجون.. وظروف مأساوية
حتى إبريل 2025، بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال ما يزيد عن 9,900 أسير، من بينهم:
✅29 أسيرة (بينهن طفلة وأسيرة من غزة).
✅نحو 400 طفل موزعين على سجون "مجدو" و"عوفر".
أكثــــــــــــــــر من 3,498 معتقــــــــــــــــلًا إداريًـــــــــــــا، من بينهــــــــــــم:
✅4 أسيــــــــــــرات.
✅أكثر من 100 طفل.
✅1,747 معتقلًا صنّفهم الاحتلال كمقاتلين "غير شرعيين".
وأكدت المؤسسات الحقوقية أن غالبية المعتقلين الإداريين هم أسرى سابقون أُعيد اعتقالهم دون تهم، في انتهاك للقوانين الدولية، حيث ارتفعت وتيرة هذا النوع من الاعتقال ليبلغ أعلى مستوياته تاريخيًا منذ بداية العدوان.
تعذيب ممنهــــــــــــج وانتهاكــــــــــات جسيمـــــــــــة
توثّق مؤسسات الأسرى عشرات الشهادات الصادمة من داخل السجون، خاصة من معتقلي قطاع غزة، والتي كشفت عن:
✅تعذيب جسدي ونفسي مروع.
✅إذلال متعمد واعتداءات جنسية شملت حالات اغتصاب.
✅حرمان تام من الحقوق الأساسية مثل الاستحمام، النوم، العلاج، والغذاء.
واتّهمت المؤسسات الحقوقية حكومة الاحتلال، وعلى رأسها الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، بالتحريض المباشر على قتل الأسرى داخل السجون، وشرعنة العنف ضدهم.
تفشّــــــــي الأمراض وتجاهــــــــل طبي متعمّد
رصدت المؤسسات الحقوقية تفشي مرض الجرب (سكايبوس) داخل سجون النقب، عوفر، ومجدو، نتيجة:
✅الحرمان من أدوات النظافـــــــــة.
✅منع الاستحمام والتعرض للشمس.
✅الاكتظاظ الكبير في الزنازيـــــــن.
وسُجّلت حالات استشهاد جراء الإهمال الطبي والحرمان من العلاج، ما يفاقم معاناة مئات الأسرى المرضى والجرحى في السجون.
صفقـــــــــة تبادل.. أمل رغـــــــــم الجراح
وفي ظل هذه المعاناة، تمكنت المقاومة الفلسطينية خلال صفقة تبادل الأسرى الأخيرة ضمن "عملية طوفان الأقصى" في شهري يناير وفبراير 2025، من تحرير نحو 2,000 أسير فلسطيني، فيما لا تزال تحتفظ بـ نحو 60 أسيرًا إسرائيليًا، ما يفتح الأمل أمام صفقة جديدة قد تُنهي معاناة الآلاف من الأسرى.
دعــــــــــــوات لتحــــــرك دولي عاجل
في ختام بيانها المشترك بمناسبة يوم الأسير، طالبت مؤسسات الأسرى:
✅بتدخل عاجل من المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات بحق الأسرى.
✅تقديم قادة الاحتلال لمحاكم دولية بسبب جرائم الحرب المرتكبـــــة.
✅إرسال لجان تقصّي حقائق دولية للسجون والمعسكرات الإسرائيلية.
✅إلزام الاحتلال باحترام المواثيق الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة.