حذرت خبيرة الذكاء الاصطناعي هايدي خلاّف من تبعات استخدام الجيش الإسرائيلي للتقنيات الحديثة في هجماته على قطاع غزة، مؤكدة أن شركات تكنولوجيا كبرى مثل غوغل، مايكروسوفت، وأمازون قد تكون شريكة في جرائم الحرب التي تُرتكب ضد الفلسطينيين. خلاّف، التي عملت مهندسة أمن نظم في شركة "أوبن إي آي" (OpenAI) وهي مستشارة في معهد "الآن للذكاء الاصطناعي" (AI Now Institute)، دعت إلى ضرورة مساءلة الشركات التكنولوجية الكبرى عن دورها في تيسير استهداف المدنيين بواسطة الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعـــــي والتطبيـــــــع مع القتل الجماعي
وفي حديثها لوكالة الأناضول، نبهت خلاّف إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتمد على أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة مثل "حبسورا" و"لافندر" و"أين أبي؟"، التي تستخدم لأغراض المراقبة الجماعية، تحديد الأهداف، وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين في غزة. وقالت إن هذه الأنظمة قد ساهمت في تنفيذ هجمات أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، وهو ما يعتبر انتهاكًا خطيرًا للقوانين الدولية.
خوارزميات غير دقيقة وتبرير القتل العشوائي
شراكة علنية مع الشركات التكنولوجية
وأكدت خلاّف أن تعاون الشركات الكبرى مثل غوغل، أمازون، ومايكروسوفت مع الجيش الإسرائيلي ليس أمرًا جديدًا، بل تعمق بعد أكتوبر 2023. حيث قدمت هذه الشركات تقنيات سحابية وأنظمة ذكاء اصطناعي لدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية في مجالي الاستهداف والاستخبارات. وأضافت أن هذه الشركات على علم تام بالمخاطر المرتبطة باستخدام هذه الأنظمة في الحروب، ورغم ذلك تستمر في دعم إسرائيل علنًا.غياب المسؤولية وتهرب من المحاسبة
ختمت خلاّف تحذيراتها بالإشارة إلى أن غياب الرقابة القانونية على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحروب الحديثة يزيد من تعقيد محاسبة الأطراف المسؤولة عن سقوط الضحايا المدنيين. وقالت: "يصبح من المستحيل تتبع قرارات هذه الأنظمة المعقدة، ما يفتح الباب أمام تبرئة الأطراف المنفذة لهذه الهجمات، ويزيد من المخاطر على حياة المدنيين في المستقبل".ويذكر أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل أكثر من 165 ألف فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، معظمهم من الأطفال والنساء، مع فقدان أكثر من 11 ألف شخص حتى الآن، بينما يستمر الحصار والقصف على القطاع تحت دعم أمريكي مطلق.
وفي ختام حديثها، أكدت خلاّف أن الشركات التكنولوجية الكبرى التي تقدم دعمًا فنيًا وعسكريًا للجيش الإسرائيلي يجب أن تتحمل المسؤولية إذا ثبت أن هذه التقنيات ساهمت في ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين في غزة.