في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها قطاع غزة، ومع استمرار العدوان والحصار الذي طال كل مناحي الحياة، ما زال طلبة الثانوية العامة من أبناء القطاع يواصلون تمسّكهم بحقهم في التعليم، في مشهد يعكس صمودًا استثنائيًا وإرادة لا تنكسر.
وأكد وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، د. أمجد برهم، أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم المصرية لترتيب عقد امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) لطلبة قطاع غزة المتواجدين في جمهورية مصر العربية، والمتوقع أن يتجاوز عددهم 2000 طالب وطالبة.
وقال برهم، في تصريحاته لجهات رسميــــــــــة:
"نُجري ترتيبات دقيقة ومكثفة لعقد الامتحانات في شهر يونيو المقبل، بالتعاون الكامل مع الجانب المصري، حيث سيتم استخدام المدارس والقاعات التعليمية لتوفير بيئة مناسبة لطلبتنا الذين اضطروا لمغادرة القطاع تحت وطأة الحرب."
وأوضح أن هذا التعاون يأتي في إطار دعم الأشقاء المصريين للحق الفلسطيني في التعليم، ومراعاةً للظروف الطارئة التي حالت دون إجراء الامتحانات في غزة نفسها بسبب الاستهداف الممنهج للبنية التحتية التعليمية.
وأضاف:
"نُدرك حجم التحدي الذي يواجهه الطلبة، لكننا ملتزمون بتأمين حقهم في استكمال تعليمهم، ولن نسمح بأن تضيع جهودهم بسبب الظروف القسرية المفروضة عليهم."
وأشار الوزير إلى أن الوزارة عقدت مؤخرًا اجتماعًا مع ممثلي "الدولية للتعليم"، أكبر تجمع أكاديمي في العالم، حيث تم بحث سبل دعم طلبة غزة وتوفير منح وفرص تعليمية لهم، لتمكينهم من الالتحاق بالجامعات ومتابعة دراستهم رغم المعيقات.
وختم برهم تصريحاته بالتأكيد على أن وزارة التعليم تتابع عن كثب أوضاع الطلبة في غزة وفي أماكن اللجوء المؤقت، وتبذل جهودًا مكثفة لضمان حقوقهم الأكاديمية.