إعدام جماعي بعد حصار دام أسبوعًا.. جريمة حرب تهز الضمير الإنساني
في واحدة من أبشع المجازر بحق العمل الإنساني، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي جريمة مروعة بإعدام 15 من أفراد الطواقم الطبية والدفاع المدني، إضافة إلى موظف في وكالة الأونروا، بعد محاصرتهم لأيام في رفح جنوبي قطاع غزة. الجثامين وُجدت مدفونة في حفرة عميقة، بعد تقييدهم وتصفيتهم بالرصاص، في مشهد وحشي يعكس مدى إجرام الاحتلال وانتهاكه لكل القوانين الدولية.
تفاصيل الجريمة: استغاثات بلا مجيب
بدأت القصة يوم الأحد 24 مارس 2025، عندما انطلقت أربع سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، برفقة عناصر من الدفاع المدني، إلى حي تل السلطان في رفح، لإنقاذ مصابين إثر قصف إسرائيلي قرب بركسات وكالة الغوث "أونروا".
لكن بعد وصولهم إلى الموقع، انقطع الاتصال بهم تمامًا، ورفض الاحتلال تقديم أي معلومات عن مصيرهم أو السماح بعملية إنقاذهم.
على مدار أسبوع كامل، تصاعدت المناشدات الإنسانية لمعرفة مصير الطواقم، لكن الاحتلال التزم الصمت والتجاهل. وأخيرًا، يوم السبت 29 مارس، سُمح لطواقم الهلال الأحمر بالدخول إلى المنطقة المنكوبة، حيث تم العثور على جثمان واحد فقط في البداية.
وفي اليوم التالي، تم العثور على باقي الجثامين في حفرة عميقة، وقد بدت عليها آثار التصفية المباشرة، إذ كانت مقيدة الأيدي والأقدام، وتعرضت لإطلاق نار كثيف، حيث أصيب بعضهم بأكثر من 30 رصاصة في الجسد الواحد، فيما وجدت بعض الجثث مقطوعة الرأس، مما يشير إلى عمليات تصفية وحشية متعمدة.
الشهداء الذين ارتقوا في المجزرة
شهداء الهلال الأحمر الفلسطيني:
- مصطفى خفاجة
- عز الدين شعت
- صالح معمر
- رفعت رضوان
- محمد بهلول
- أشرف أبو لبدة
- محمد الحيلة
- رائد الشريف
شهداء الدفاع المدني:
- يوسف خليفة
- فؤاد الجمل
- زهير الفرا
- أنور العطار
- سمير البحابصة
- إبراهيم المغاري
شهيد وكالة الأونروا:
كمال محمد شحتوت (من سكان حي الشابورة برفح)
شهادات مروعة: التقييد والتصفية والدفن الجماعي
روى أحد أفراد الدفاع المدني الذين شاركوا في انتشال الجثامين تفاصيل المشهد المروع، قائلًا:
"وجدنا اثنين من أفراد الدفاع المدني مكبلين الأيدي والأقدام، وكذلك بعض المسعفين، وقد تم إطلاق عشرات الرصاصات على أجسادهم. بعضهم كان مقطوع الرأس، فيما تم دفنهم جميعًا في حفرة عميقة لإخفاء الجريمة."
وأضاف:
"جيش الاحتلال أخرج الطواقم الطبية من سياراتهم، واقتادهم إلى موقع بعيد، ثم أعدمهم بدم بارد ودفنهم في حفرة جماعية."
إدانات دولية وفلسطينية: جريمة حرب مكتملة الأركان
وزارة الصحة في غزة:
وصف المتحدث باسم الوزارة المجزرة بأنها "جريمة إبادة بشعة"، مؤكدًا أن الاحتلال استهدف الطواقم الطبية رغم ارتدائهم الزي الطبي المعترف به دوليًا، وحملهم لشعار الهلال الأحمر.
الدفاع المدني الفلسطيني:
أكد أن ما حدث "من أبشع المجازر في العصر الحديث"، ويرتقي إلى مستوى التطهير الجماعي"، مطالبًا بتحقيق دولي عاجل لمحاسبة الاحتلال.
جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني:
"هذه الجريمة ليست فقط فاجعة لنا في الهلال الأحمر الفلسطيني، بل هي كارثة على العمل الإنساني برمته. استهداف المسعفين جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها."
الفصائل الفلسطينية تدين الجريمة
حركة حماس: وصفت المجزرة بأنها "أكبر عملية استهداف جماعي متعمد للطواقم الطبية"، مؤكدة أن الاحتلال "يتصرف بوحشية غير مسبوقة ضد المسعفين".
حركة فتح: اعتبرت الجريمة "دليلًا دامغًا على نوايا الاحتلال الإبادية تجاه الفلسطينيين"، داعية إلى تحرك دولي فوري لوقف هذه المجازر.
العدوان مستمر: أرقام صادمة لعدد الشهداء والمصابين
منذ استئناف الاحتلال لعدوانه على غزة يوم 18 مارس 2025، بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، ارتقى أكثر من 896 شهيدًا، وأصيب 1984 آخرون، 70% منهم من النساء والأطفال والمسنين.
أما منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، فقد بلغ إجمالي الضحايا أكثر من 162 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى 14 ألف مفقود، في ظل استمرار الاحتلال في سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وسط دعم أمريكي وصمت دولي مريب.