أصدرت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير اليوم، إحاطة تفصيلية حول الظروف الاعتقالية لمعتقلي غزة في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، مستعرضة الانتهاكات والظروف القاسية التي يتعرض لها الأسرى في معسكر "سديه تيمان".
وقد استندت الإحاطة إلى شهادات حية من المعتقلين الذين كشفوا عن أساليب التعذيب الوحشية التي تمارس ضدهم من قبل جنود الاحتلال في مختلف مراحل الاعتقال.
تحويل "الفورة" إلى أداة تعذيب
وفقًا للإفادات التي تم جمعها من المعتقلين، فقد حوّلت إدارة معسكر "سديه تيمان" فترة "الفورة" (الخروج إلى ساحة المعسكر) إلى أداة للتعذيب والتنكيل.
إذ أشار الأسرى إلى أنه يُمنع عليهم الحديث مع بعضهم البعض أو رفع رؤوسهم أثناء هذه الفترة. وأضافوا أن الشتائم تُستخدم بشكل مستمر من قبل الجنود، وأي مخالفة لأوامرهم تتسبب في تعذيب جسدي ونفسي.
وقال المعتقلون إن كل جزء في المعسكر أصبح أداة للتعذيب، سواء كان داخل الزنازين أو أثناء التنقل داخل المعسكر، حيث تُمارس أبشع أساليب التنكيل، ما يساهم في إذلال الأسرى بشكل يومي.
شهادات الأسرى: تجارب مريرة من العذاب
في حديث خاص للأسرى، روى الأسير (د. ع) تفاصيل تجربته مع الاعتقال، قائلاً:
"في ساعات الصباح، قام الجنود بتصويري بالكاميرا وأخبروني أنني لن أتمكن من العودة إلى غزة، حيث بقيت هناك حتى ساعات العصر، وبعدها تم نقلي مع آخرين عبر شاحنة إلى معسكر 'سديه تيمان'".
وأضاف: "تعرضنا للضرب المبرح في الطريق، مع التركيز على بطني ووجهي، وظللت مقيدًا ومعصوب الأعين طوال فترة النقل. عند الوصول إلى المعسكر، ألبسونا ملابس السجن، وظللت مقيدًا ومعصوب الأعين لمدة 12 يومًا، كنت خلالها مجبرًا على الجلوس في أوضاع مذلة، على الركب، ما شكل تعذيبًا نفسيًا وجسديًا مستمرًا".
الحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية
وفيما يخص الحقوق الأساسية التي تم حرمانه منها، ذكر الأسير (د. ع) أنه لم يتمكن من تغيير ملابسه إلا بعد 72 يومًا من الاعتقال، كما حلق شعره لأول مرة بعد 110 أيام، في دليل على إهمال الاحتلال لاحتياجات الأسرى الأساسية.
دعوات للتحرك الدولي ضد الانتهاكات
وفي الختام، شددت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل تحسين ظروف الاعتقال وإنهاء سياسة التعذيب الممنهج ضد الأسرى الفلسطينيين، مطالبةً بضرورة محاسبة الاحتلال على هذه الانتهاكات الجسيمة.