في خطوة جريئة رغم الدمار الهائل الذي خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية، أعلنت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة موعد انطلاق العام الدراسي الجديد، مؤكدةً أنها ماضية في إعادة الحياة التعليمية إلى طبيعتها رغم كل التحديات.
أكد د. خالد أبو ندى، وكيل وزارة التربية والتعليم العالي بغزة، أن الوزارة عملت منذ بدء سريان الهدنة على عقد اجتماعات مكثفة مع المدراء العامين وأعضاء لجنة الطوارئ ومديري التربية والتعليم ومديري المدارس، بهدف تقييم الأضرار ووضع خطة شاملة لاستئناف الدراسة. وأوضح أن العام الدراسي سينطلق رسميًا يوم السبت القادم، 23 فبراير 2025، في خطوة تهدف إلى إعادة الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية رغم كل الصعوبات.
وأشار أبو ندى إلى أن فرق الوزارة والمديريات بدأت فعليًا في تنفيذ عمليات الصيانة والترميم والتنظيف داخل المدارس، إضافة إلى إزالة الركام ومحاولة توفير الأثاث الطلابي والمكتبي، تمهيدًا لاستقبال الطلبة. كما وجّه شكره العميق للعائلات الفلسطينية التي تطوّعت لتنظيف المدارس، مؤكدًا أن هذه الجهود الشعبية تعكس إصرار أبناء غزة على النهوض رغم المحن.
وفي رسالة للمواطنين، دعا أبو ندى الجميع إلى إعادة الأثاث المدرسي الذي اضطر البعض إلى استعارته بسبب ظروف الحرب، مشددًا على أن كل مقدرات التعليم هي ملك للشعب الفلسطيني، ولا يجوز لأي طرف أن يستأثر بها.
أما فيما يخص ملف امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، فقد أوضح وكيل الوزارة أن الأطقم المختصة في غزة ورام الله تعمل على مدار الساعة لتذليل كافة العقبات، متوقعًا أن تبدأ جلسات الامتحان خلال شهر مارس المقبل.
وفيما يتعلق بالمبادرات التعليمية التي انطلقت خلال الحرب، أكد أبو ندى أن الوزارة اعتمدت كافة المبادرات التي استوفت الشروط اللازمة، داعيًا بقية المبادرات إلى مراجعة مديريات التعليم في أسرع وقت للحصول على الاعتماد، لضمان التحاق الطلبة بالعام الدراسي الجديد دون أي عوائق.
وفي ختام حديثه، وجّه وكيل الوزارة رسالة قوية، مؤكدًا أن إعادة المسيرة التعليمية إلى مسارها الطبيعي بعد حرب الإبادة التي شنها الاحتلال هو تحدٍّ كبير، لكنه ليس مستحيلًا، داعيًا كافة الجهات الرسمية والمجتمعية إلى تضافر الجهود لإعادة بناء ما دمّره العدوان، وضمان حق الطلبة في التعليم رغم كل الظروف.